الثلاثاء 10 يونيو 2025
spot_img

أقمار Cosmos الروسية تُهدد الأمن الفضائي الأمريكي

تُعتبر الأقمار الاصطناعية المدارية المشتركة بمثابة “مترصدين في الفضاء”، حيث تتميز بصغر حجمها وسرعتها، مما يسمح لها بمراقبة الأقمار الحساسة لدول أخرى بهدف إلحاق الضرر بها عند توجيه الأوامر من المراكز الأرضية.

وكشف تقرير لمجلة The National Interest أن هذه الأنظمة تُعد ذات “استخدام مزدوج”، إذ يمكن اعتبارها أقمار اصطناعية “إصلاحية” أو للمراقبة في فترات السلم، بينما قد تُحدث أضراراً جسيمة في حالات النزاع.

وحذر المخططون الاستراتيجيون في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) من قمر روسي محدد ضمن سلسلة Cosmos، الذي يدور حالياً بالقرب من قمر اصطناعي سري تابع للحكومة الأميركية، مما أثار قلقاً بالغاً.

التوتر في الفضاء

تم إطلاق القمر الروسي Cosmos 2588 في 23 مايو، ليكون في مدار مشترك مع القمر الأميركي USA338، الذي يُعتقد أنه جزء من مجموعة أقمار التجسس الكهروضوئية الخاصة بمكتب الاستطلاع الوطني الأميركي (NRO).

ووفقاً لمصادر حكومية أميركية، تفتقر الأقمار الروسية الأخيرة من برنامج Cosmos إلى الحركة المستمرة، حيث تتوقف أحياناً لرصد أهداف معينة.

ورغم صمت روسيا حول قدرات Cosmos 2588، يُرجح أن يحمل القمر “سلاحاً حركياً”، مما يتوافق مع قدرات الأسلحة الروسية المضادة للأقمار الاصطناعية (ASAT).

مجموعة التهديدات

منذ خمس سنوات، رصدت الأقمار الاصطناعية الأميركية قمر Cosmos 2543 الذي أطلق مقذوفاً عالي السرعة في الفضاء، ليظهر لاحقاً أن Cosmos 2576 يمتلك قدرات مشابهة. وهذه المعطيات تشير إلى أن سلسلة أقمار Cosmos تمثل شبكة من الأسلحة المضادة للأقمار الصناعية بالقرب من الأنظمة العسكرية الأميركية.

وتؤكد المجلة أن روسيا والصين تعتبران الأقمار الاصطناعية الأميركية عنصراً ضعيفاً في الهيمنة العسكرية العالمية للولايات المتحدة، والتي نشأت بعد انتهاء الحرب الباردة. وبدون هذه الأنظمة، قد يُعيق ذلك قدرة الجيش الأميركي على التحكم والقدرة التنفيذية.

هذه الأنظمة تعتبر حيوية للتواصل والمراقبة وتوجيه الأسلحة، وتستهدفها الأسلحة المضادة للأقمار الاصطناعية الروسية والصينية. بحسب The National Interest، فإن هذه الاستهدافات لن تقتصر فقط على إضعاف الولايات المتحدة، بل قد تؤخر أي رد عسكري محتمل عليها.

استراتيجية الانتقام

فيما يتعلق بالعلاقات مع حلف شمال الأطلسي (الناتو)، أوضح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أنه ينوي عدم توجيه ضربة مباشرة للحلف، على الرغم من تسليحه لأوكرانيا. كما يعتقد أن الولايات المتحدة ساهمت بتسهيل الهجمات الأوكرانية على روسيا عبر استخدام تقنيات مثل الأقمار الاصطناعية.

وقد يُعتبر هجوم روسي بسيط لكنه مدمّر بواسطة الأقمار “المترصدين في الفضاء” وسيلة انتقام محتملة لواشنطن. وقد يكمن الدافع في توجيه ضربة دقيقة تظلل التحركات الأميركية وحلفائها حول أوكرانيا، مما يمنح روسيا فرصة للاستغلال.

في حالة حدوث هذا الهجوم، قد يتجنب الأميركيون الاعتراف به لحفظ ماء الوجه، مما يزيد من تعقيد الأوضاع في المستقبل.

اقرأ أيضا

اخترنا لك