الجمعة 10 يناير 2025
spot_img

أقمار التجسس.. الصين تتفوق على الهند من الفضاء

تتصاعد أهمية الأصول الفضائية للدول ضمن الصراع الدولي، حيث باتت الأقمار الاصطناعية المخصصة للمراقبة والاستخبارات تلعب دورًا محوريًا في القوات العسكرية. يأتي ذلك في وقت أثبتت فيه هذه الأقمار قيمتها خلال النزاعات المسلحة، مع توفير بيانات دقيقة عن تحركات القوات وإطلاق الصواريخ.

تدور هذه الأقمار على ارتفاعات تقارب 500 كيلومتر، حيث تزود الدول بمعلومات حيوية تساعد في اتخاذ القرارات الاستراتيجية، وفقاً لموقع EurAsian Times.

تسلط النزاعات بين روسيا وأوكرانيا الضوء على الجدوى العملياتية لأقمار الاستطلاع، والتي أصبحت أداه حاسمة لرصد تحركات العدو وتقييم الأضرار الملحقة بها.

دور الأقمار الاصطناعية

تشير تكنولوجيا الفضاء المتطورة إلى اعتماد الدول عليها بشكل متزايد، من بين ذلك ما أظهرته صور الأقمار الاصطناعية الأخيرة من تطورات هامة على الحدود الهندية الصينية، حيث كشفت هذه الصور، التي التقطت في أواخر مايو 2024، عن نشر الصين لمقاتلات شبح من طراز J-20 قرب حدودها مع الهند في منطقة التبت.

وفي مطلع يوليو، أظهرت صور الأقمار الاصطناعية جهود الصين في بناء مخابئ تحت الأرض لتخزين الأسلحة بالقرب من بحيرة “بانجونج تسو”، المحاذية لخط السيطرة الفعلية في لاداخ.

كما تمت ملاحظة -عبر الأقمار الصناعية- الانتهاء من الجسر الاستراتيجي عبر بحيرة بانجونج، مما يقلل من الزمن اللازم لتعبئة القوات، ما أثار قلق الهند في ظل هذه الظروف المتوترة.

التحديات الهندية

التغطية الإعلامية الهندية احتدمت حول هذه التطورات ورفعت من وطأة القلق لدى العامة من تهديد الصين. وعلى الرغم من أن هذه الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية نشرتها شركات خاصة أمريكية وليست هندية، إلا أنها تعكس القدرة المتنامية للأقمار الاصطناعية في جمع المعلومات الحيوية.

ورغم أن الهند تعادل الصين في تقنيات إطلاق المركبات الفضائية، إلا أنها تُظهر تأخراً في أعداد الأقمار الاصطناعية، حيث تشير التقديرات إلى أن الهند تمتلك 26 قمراً اصطناعياً، بينما لدى الصين 245 قمراً.

كشف تقرير لوكالة استخبارات الدفاع الأميركية في 2022 أن ما يقارب نصف نظم الاستخبارات والمراقبة العالمية تُدار بواسطة الصين، مما يُعطيها قدرة على مراقبة مناطق استراتيجية في كوريا، تايوان، والمحيط الهندي.

فجوة القدرة

تقدم الصين مجموعة متنوعة من الأقمار الاصطناعية دفاعية واستطلاعية، ومنها سلسلة Yaogan التي أُطلقت منذ عام 2006، حيث يشير بعض الخبراء إلى أنها تستخدم لأغراض ذات طابع عسكري خفي. وقد أُطلق مؤخراً القمر Yaogan 42.

يعني هذا النمو السريع في القدرات الصينية أن الصين تستطيع الآن تتبع مجموعة واسعة من الأهداف البحرية والجوية، مما يزيد من المخاطر على القوات الأمريكية وحلفائها.

مع ذلك، لا تزال الهند تسعى لتعزيز حصتها في الفضاء، حيث أطلقت في 2009 أول قمر اصطناعي ضمن سلسلة RISAT المخصصة للمراقبة. على الرغم من ذلك، تظل قدرات المراقبة الهندية أقل من تلك الصينية.

خطوات هندية مستقبلية

في عام 2022، وافق مجلس الوزراء الهندي على إطلاق 52 قمراً اصطناعياً للتجسس، سيتم تنفيذ عملية الإطلاق على مدى السنوات الخمس المقبلة. وتهدف هذه الأقمار إلى تعزيز موقع الهند الاستراتيجي في مشهد الفضاء العسكري.

تظهر مشاركة الشركات الخاصة في الهند، مثل Dhruva Space وPixxel، تفاؤلاً لمستقبلها في مجال الأقمار الاصطناعية العسكرية. ومع ذلك، تحتاج الهند إلى تكثيف جهودها في التطبيقات الفضائية لنشر قدراتها في مجالات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع.

اقرأ أيضا

اخترنا لك