شهد عام 2024 حالة من التباين في الإنتاج السينمائي، حيث غابت الأرقام القياسية للإيرادات التي ميزت السنوات الماضية، مثل نجاحات أفلام “Barbie” وأعمال مارفل. ومع ذلك، تميزت السنة بعدد من الأفلام التي نالت استحسان النقاد والمهرجانات السينمائية.
أبرز أحداث المهرجانات السينمائية
في مهرجان برلين السينمائي الدولي، حصل الفيلم الوثائقي السنغالي الفرنسي “Dahomey” للمخرجة ماتي ديوب على جائزة الدب الذهبي. ويعد هذا الاختيار مفاجئًا كونه فيلمًا وثائقيًا ينافس بين الأعمال الروائية، مع حمله أبعادًا سياسية تتناول ممارسات استعمارية.
أما في مهرجان كان السينمائي، فقد نال فيلم “Anora” للمخرج شون بيكر السعفة الذهبية. يتناول الفيلم قصصًا إنسانية بأسلوب مسلٍ، لكنه أثار نقاشات حول معايير الجوائز مقارنة بأعمال المهرجان السابقة.
في مهرجان فينيسيا، حصل فيلم “The Room Next Door” للمخرج الإسباني بيدرو ألمودوفار على جائزة الأسد الذهبي. يسلط الفيلم الضوء على موضوع “الموت الرحيم” من خلال قصة إنسانية عميقة، مدعومة بأداء استثنائي من جوليان مور وتيلدا سوينتون.
الأعمال السينمائية البارزة
- The Room Next Door: يجمع الفيلم بين الجمال الفني والتأمل في موضوعات الحب والحزن. يتناول قصة امرأة مسنّة تعيد اكتشاف ذاتها، مما يخلق تجربة سينمائية متعددة الأبعاد.
- The Substance: فيلم للمخرجة كورالي فارجيت حاز على جائزة أفضل سيناريو. يتناول موضوعات مثيرة لكنه أثار جدلًا حول أحقيته بالجائزة.
تألق السينما الصينية
برزت السينما الصينية بعدة أعمال مميزة في 2024. فيلم “Caught by The Tides” للمخرج جيا زانجي استعرض فترات تاريخية مختلفة من حياة المجتمع الصيني بمزيج من الرومنسية والنقد الاجتماعي.
أما فيلم “Black Dog” للمخرج جوان هو، فقد استخدم أسلوبًا سينمائيًا بسيطًا ليعكس مواضيع العزلة والمغتربين بطريقة مؤثرة.
السينما الإيرانية في مواجهة التحديات
رغم الضغوطات، قدمت السينما الإيرانية أعمالًا قوية هذا العام. فيلم “My Favourite Cake” تناول قصة امرأة مسنّة متقاعدة وحصل على تقدير كبير في مهرجان برلين. أما فيلم “The Seed of the Sacred Fig” فقد ركز على الاحتجاجات ضد النظام السياسي، مما أضاف بُعدًا إنسانيًا وسياسيًا للأفلام الإيرانية.
Conclave: دراما إنسانية في قلب الكنيسة
قدم فيلم “Conclave” للمخرج إدوارد بيرجر سردًا دراميًا مثيرًا حول كواليس انتخاب بابا جديد للكنيسة الكاثوليكية. جمع الفيلم بين التشويق والعمق الفكري، مع أداء مميز من راف فينيس.
رغم غياب الأرقام القياسية، قدم عام 2024 مجموعة متنوعة من الأعمال السينمائية التي جمعت بين التجديد والإبداع، وأثبتت قدرة السينما على معالجة قضايا إنسانية واجتماعية بطرق مبتكرة.