الأربعاء 15 أكتوبر 2025
spot_img

أسرى محررون: تعذيب ممنهج وإهمال طبي بالسجون الإسرائيلية

spot_img

في شهادات مروعة، كشف أسرى فلسطينيون محررون عن تعرضهم لتعذيب ممنهج وانتهاكات جسيمة داخل السجون الإسرائيلية. تفاصيل صادمة تروي فصولًا من المعاناة والإهمال الطبي والتجويع، وذلك بعد إطلاق سراحهم بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بوساطة أمريكية.

“هدية وداع” قاسية

أفاد نسيم الراضي، الذي أُطلق سراحه مؤخرًا من سجن نفحة، لصحيفة “الغارديان” البريطانية، أن حراس السجن قاموا بتقييده وضربه بوحشية قبل الإفراج عنه، واصفًا ذلك بأنه “هدية وداع”.

وأضاف الراضي أن ضربة حذاء على عينه تسببت له بتشوش في الرؤية لمدة يومين، لتضاف إلى قائمة طويلة من الأمراض التي عانى منها خلال فترة اعتقاله.

اعتقال دون تهم

اعتقل الراضي، وهو موظف حكومي من بيت لاهيا، في 9 ديسمبر 2023، وقضى أكثر من 22 شهرًا في الأسر، بما في ذلك 100 يوم في زنزانة تحت الأرض، دون توجيه أي تهمة جنائية إليه.

مثل العديد من المعتقلين الآخرين، اتسم احتجاز الراضي بالتعذيب والإهمال الطبي والتجويع على أيدي حراس السجون الإسرائيلية، مؤكدًا أن الضرب لم يكن استثناءً بل جزءًا من “نظام ممنهج من الانتهاكات”.

أساليب قمع وحشية

وصف الراضي أساليب القمع التي كان يمارسها حراس السجن، بما في ذلك استخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، بالإضافة إلى الشتائم والإهانات المتواصلة، مشيرًا إلى الاكتظاظ الشديد في الزنازين والظروف غير الصحية التي أدت إلى إصابته بأمراض فطرية وجلدية.

بعد إطلاق سراحه، علم الراضي بمقتل زوجته وجميع أطفاله باستثناء واحد في غزة أثناء فترة اعتقاله، لتتحول فرحته بالإفراج عنه إلى حزن عميق.

انتهاكات أخرى مروعة

محمد الأصلية، وهو طالب جامعي أُفرج عنه أيضًا من سجن نفحة، أفاد بإصابته بالجرب خلال فترة احتجازه بسبب الإهمال الطبي والظروف غير الصحية، مؤكدًا أنهم حاولوا علاج أنفسهم بمواد تعقيم الأرضيات، ما زاد الأمر سوءًا.

كما كشف الأصلية عن أساليب تعذيب أخرى، مثل تشغيل موسيقى صاخبة بلا توقف وتعليق المعتقلين على الجدران ورشهم بالماء البارد أو مسحوق الفلفل الحار.

شهادات صادمة عن الموت

أكرم البسيوني، الذي قضى قرابة عامين في سجن سدي تيمان الإسرائيلي، روى شهادات صادمة عن وفاة العديد من زملائه السجناء نتيجة الضرب المبرح، مشيرًا إلى أن الحراس كانوا يتجاهلون استغاثتهم ويتركونهم يموتون.

وأضاف البسيوني أن المعتقلين كانوا يتعرضون للتعذيب بشكل روتيني، بما في ذلك الضرب بالهراوات والأيدي، والهجوم بالكلاب، والاختناق بالغاز، وسكب الماء المغلي عليهم.

إدانات حقوقية واسعة

تتوافق هذه الشهادات مع اتهامات منظمة “بتسيلم” الإسرائيلية لحقوق الإنسان، التي تدين بشدة إساءة معاملة المعتقلين الفلسطينيين في السجون ومراكز الاحتجاز الإسرائيلية.

أفاد مسؤولون طبيون فلسطينيون بأن العديد من المعتقلين المفرج عنهم وصلوا في حالة صحية سيئة، تظهر عليهم آثار الضرب والتعذيب واضحة، مثل الكدمات والكسور والجروح.

احتجاز دون تهم

وفقًا للجنة العامة لمناهضة التعذيب في إسرائيل، يُحتجز عدد كبير من الفلسطينيين من غزة في السجون ومراكز الاحتجاز الإسرائيلية دون توجيه تهم إليهم.

وقد سُمح باحتجاز الفلسطينيين بشكل جماعي دون محاكمة عادلة بموجب تعديلات أُجريت على القانون الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023.

دعوات للتحقيق

دعت تال شتاينر، المديرة التنفيذية للجنة العامة لمناهضة التعذيب في إسرائيل، إلى إجراء تحقيق شامل في حجم وأساليب التعذيب وسوء المعاملة في السجون الإسرائيلية والمعسكرات، مشيرة إلى أن ذلك جزء من سياسة تقودها شخصيات في الحكومة الإسرائيلية.

اقرأ أيضا

اخترنا لك