في جريمة هزت أرجاء أستراليا والعالم، شهد شاطئ بوندي الشهير في سيدني الأحد مجزرة مروعة استهدفت تجمعًا احتفاليًا بعيد “حانوكا” اليهودي. أسفر الهجوم المسلح الذي نفذه أب وابنه عن مصرع 15 شخصًا، من بينهم طفلة، وإصابة 42 آخرين بجروح.
صدمة ومشاعر غضب في أستراليا
لا تزال آثار الجريمة البشعة تخيم على شاطئ بوندي، حيث تناثرت المتعلقات الشخصية وسط بقع الدماء. رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي وصف الهجوم بأنه “شر صرف” و “إرهاب على شواطئنا”، مؤكدًا أنه عمل معاد للسامية.
أمر ألبانيزي بتنكيس الأعلام حدادًا على الضحايا، وتعهد بتقديم تشريع أكثر صرامة بشأن الأسلحة النارية. وندد بالهجوم الذي استهدف اليهود الأستراليين في يوم عيدهم، معتبرًا أنه اعتداء على جميع الأستراليين.
تفاصيل حول منفذي الهجوم
أفاد مفوض شرطة نيو ساوث ويلز، مال لانيون، بالعثور على عبوة ناسفة بدائية الصنع في سيارة مرتبطة بالمنفذ الأب الذي قُتل برصاص الشرطة. وكشفت هيئة الإذاعة الأسترالية “إيه بي سي” أن الابن، الذي أصيب بجروح خطيرة، كان قيد تحقيق جهاز الاستخبارات الأسترالي قبل ست سنوات للاشتباه في صلاته بتنظيم “داعش”.
الهجوم وقع قرابة الساعة 18:45 بالتوقيت المحلي، واستمر لمدة عشر دقائق، وسط ازدحام الشاطئ بالمتنزهين والسياح. شهود عيان وصفوا لحظات الرعب والفوضى التي عمت المكان.
شهادات مروعة من شهود عيان
كاميلو دياز، طالب تشيلي، قال إنه سمع طلقات نارية متواصلة لمدة عشر دقائق. السائح البريطاني تيموثي برانت كولز، أشار إلى أنه رأى مسلحين يرتديان ملابس سوداء ويحملان بنادق رشاشة. الفرنسي ألبان باتون أكد أن الهجوم كان سريعًا جدًا، وأنه اختبأ في غرفة تبريد بأحد المتاجر.
الشرطة كشفت أن المهاجمين هما ساجد أكرم (50 عامًا)، الذي دخل أستراليا عام 1998، ويحمل ترخيصًا لحمل ستة أسلحة نارية، وابنه نافيد أكرم (24 عامًا)، المولود في أستراليا. الأب قُتل برصاص الشرطة، بينما الابن نُقل إلى المستشفى في حالة حرجة.
تحية للأبطال الذين تصدوا للمهاجمين
رئيس الوزراء الأسترالي والرئيس ترامب أشادا بـ “الأبطال” الذين تدخلوا لوقف المهاجمين. مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع أظهر رجلاً ينقض على أحد المسلحين وينتزع منه بندقيته.
قادة العالم أدانوا الهجوم الذي أودى بحياة 15 شخصًا، بينهم مسنون وطفلة وحاخام وناج من المحرقة. الرئيس ترامب ندد بالاعتداء ووصفه بأنه “معاد للسامية”.
تضامن دولي مع أستراليا
رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أكدت أن “أوروبا تقف بجانب أستراليا والمجموعات اليهودية في كل مكان بالعالم”. وفي إسرائيل، أدان الرئيس إسحق هرتسوغ “هجومًا مروعًا على اليهود”.
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أعربوا عن تضامنهم مع أستراليا. مجلس الأئمة الوطني الأسترالي أدان إطلاق النار، ودعا إلى الوحدة والتضامن.
خلفيات معادية للسامية في أستراليا
شهدت أستراليا سلسلة من الهجمات المعادية للسامية على مدار العامين الماضيين. طهران متهمة بالوقوف وراء اثنين من هذه الهجمات، ما أدى إلى طرد السفير الإيراني قبل أربعة أشهر.


