spot_img
الجمعة 19 ديسمبر 2025
21.4 C
Cairo

أستراليا: برنامج لشراء الأسلحة بعد هجوم شاطئ بونداي الدامي

spot_img

بعد الهجوم المروع الذي استهدف تجمعًا يهوديًا على شاطئ بونداي في سيدني، والذي أسفر عن مقتل 15 شخصًا، أعلنت الحكومة الأسترالية عن إطلاق برنامج واسع النطاق لشراء الأسلحة النارية المتداولة، في خطوة تهدف إلى تعزيز الأمن ومكافحة التطرف.

استذكار الضحايا

في استجابة مؤثرة، احتشد المئات على شاطئ بونداي، وشكلوا حلقة بشرية عملاقة وسط الأمواج، في بادرة تضامنية لإحياء ذكرى ضحايا الاعتداء المأساوي، ودعت السلطات إلى استذكارهم بإضاءة الشموع.

التحقيقات الأولية تشير إلى أن الهجوم نفذه ساجد أكرم ونجله نافيد أكرم، اللذان وجّهت إليهما تهم القتل والإصابة، فيما رجّحت السلطات أن يكون الاعتداء مدفوعًا بأيديولوجية متطرفة.

تشديد قوانين الأسلحة

في أعقاب الهجوم، تعهد رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي بتشديد العقوبات على التطرف، مؤكدًا على ضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة لمنع تكرار مثل هذه المآسي، ومشددًا على عدم وجود مبرر لحيازة أفراد عاديين هذا الكم من الأسلحة.

وأعلنت الحكومة عن برنامج لـ شراء الأسلحة النارية المتداولة، يتضمن دفع تعويضات مالية لمالكي الأسلحة النارية الذين يسلمون القطع غير الضرورية وغير القانونية، في محاولة للحد من انتشارها.

أكبر عملية شراء

تعتبر هذه العملية الأكبر من نوعها في أستراليا منذ عام 1996، عندما تم جمع 600 ألف قطعة سلاح بعد حادثة إطلاق نار جماعي في بورت آرثر بتسمانيا، والتي أسفرت عن مقتل 35 شخصًا.

وتهدف الحكومة إلى تكرار نجاح هذه العملية التاريخية، من خلال جمع أكبر عدد ممكن من الأسلحة النارية من الجمهور، لضمان أمن وسلامة المجتمع الأسترالي.

إحياء الأمل والتضامن

دعت السلطات السكان إلى إضاءة الشموع في نفس التوقيت الذي وقع فيه الهجوم، للتعبير عن التضامن وإحياء الأمل، مؤكدةً على أن الكراهية والعنف لا يمثلان قيم المجتمع الأسترالي.

وأقرّت الحكومة بأن ذكرى الهجوم ستكون يوم حداد وطني رسمي في السنوات القادمة، تكريمًا للضحايا وتعزيزًا لقيم التسامح والتعايش السلمي.

تعبير عن الحزن

تدفق السكان على شاطئ بونداي، للتعبير عن حزنهم وتضامنهم مع الضحايا وعائلاتهم، مؤكدين على رفضهم القاطع للعنف والتطرف بكل أشكاله.

وقال المستشار الأمني جيسون كار: “لقد ارتكب الجناة مذبحة بحق ضحايا أبرياء، واليوم هأنذا أسبح هنا، وأسعى لإحياء الأمل”، بينما أشارت كارول شليسنغر إلى أهمية التكاتف لمواجهة هذه الأحداث المأساوية.

لحظات بطولية

شُيّعت جنازة الزوجين بوريس وصوفيا غورمان، اللذين حاولا إحباط الهجوم في بدايته، حيث أظهرت لقطات مصورة بطولتهما وشجاعتهما في مواجهة الخطر.

وتمكّن بوريس غورمان من إسقاط أحد المهاجمين والإمساك بسلاحه لفترة وجيزة، قبل أن يتمكن المهاجم من سحب سلاح آخر وإطلاق النار عليهما، ووصفهما الحاخام يهورام أولمان بأنهما “بطلين بكل ما للكلمة من معنى”.

تحقيقات مكثفة

تواصل الشرطة الأسترالية تحقيقاتها المكثفة في الحادث، حيث أوقفت سبعة أشخاص في جنوب غربي سيدني، للاشتباه في صلتهم بالهجوم، قبل أن تطلق سراحهم لاحقًا بعد التأكد من عدم وجود خطر مباشر على المجتمع.

كما تتحقق الشرطة في إمكانية وجود صلة بين المهاجمين ومتطرفين إسلاميين خلال إقامتهم في الفلبين قبل الهجوم، إلا أن السلطات الفلبينية نفت استخدام أراضيها لتدريب “إرهابيين”.

قوانين جديدة للأسلحة

تدرس الحكومة الأسترالية خيارات جديدة لسياسة الأسلحة النارية، بما في ذلك إمكانية جعل تسليم الأسلحة غير القانونية “إلزاميًا”، وذلك في إطار جهودها لضمان أمن المجتمع ومنع تكرار مثل هذه الحوادث المأساوية.

وأكد رئيس الوزراء ألبانيزي أن المناقشات مع قادة الولايات والأقاليم بشأن إصلاحات محددة مستمرة، مشددًا على التزام الحكومة باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المواطنين.

اقرأ أيضا

اخترنا لك