البرلمان العراقي يستأنف جلساته وسط خلافات مع كردستان بشأن النفط والرواتب. وتصاعد التوتر بين بغداد وأربيل يهدد المشاركة الكردية في الانتخابات المقبلة، بينما تترقب الأوساط السياسية نتائج المفاوضات الجارية لإيجاد حلول للأزمة.
مباحثات بغداد وأربيل
تتواصل المحادثات بين بغداد وأربيل بشأن الرواتب والنفط والمنافذ الحدودية، وسط آمال مشوبة بالحذر في التوصل لاتفاق شامل. وتلقي التطورات الأمنية بظلالها على العلاقة بين الطرفين، وسط تهديدات بمقاطعة الانتخابات.
قضية الرواتب والمنافذ الحدودية تقترب من “حل مؤقت”، بسبب الضغوط الداخلية والإقليمية والدولية على الحكومة في بغداد، خصوصاً فيما يتعلق برواتب الموظفين المتوقفة منذ شهرين.
حلول مؤقتة للأزمة
توصل الوفد الكردي في بغداد إلى حل وسط يتمثل في إطلاق دفعات مالية متتالية تغطي رواتب شهرين لموظفي الإقليم. يهدف هذا الحل إلى تخفيف حدة الأزمة الراهنة، مع بقاء جذور المشكلة قائمة.
الخلافات العميقة بين الأكراد والأطراف الشيعية النافذة في بغداد تعيق التوصل إلى حل دائم، بعد انتهاء فترة التعاون التي أعقبت سقوط صدام حسين في عام 2003.
مصير الانتخابات البرلمانية
رغم أن الحزب الديمقراطي الكردستاني لم يعلن مقاطعة الانتخابات بشكل رسمي، إلا أن تصاعد التوتر واحتمال تدخل أطراف مسلحة يجعل المقاطعة خياراً مطروحاً.
مصير المشاركة الكردية مرهون بنتائج المباحثات الجارية في بغداد بين وفود الإقليم والحكومة الاتحادية برئاسة محمد شياع السوداني، بهدف التوصل إلى اتفاق حاسم بشأن القضايا العالقة.
تأثير المقاطعة المحتملة
في حال إعلان المقاطعة الكردية، بالإضافة إلى انسحاب التيار الصدري وائتلاف النصر وتراجع رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي، فإن شرعية الانتخابات المقبلة ستكون على المحك.
زيارة رئيس البرلمان لأربيل
بدأ رئيس البرلمان العراقي، محمود المشهداني، زيارة إلى أربيل على رأس وفد برلماني، لإجراء مباحثات مع القيادات السياسية ووزراء حكومة كردستان بشأن القضايا المالية والنفطية.
تتركز المباحثات حول عمليات تهريب النفط، خاصة بعد اتهامات شركة “سومو” لجهات في حكومة الإقليم بـ “سرقة النفط”. وتعتبر هذه القضية من أبرز الملفات التي سيناقشها البرلمان في أول جلسة له.
تأكيد على تحييد الرواتب
أكد رئيس حكومة إقليم كردستان، مسرور بارزاني، خلال لقائه المشهداني، على ضرورة إبعاد ملف رواتب الموظفين والمستحقات المالية للإقليم عن الخلافات السياسية.
تم التوافق على ضرورة تحييد ملف الرواتب وعدم إقحامه في أي خلافات سياسية لضمان عدم وقوع الموظفين ضحية لهذه الصراعات، مع التأكيد على أن مواطني الإقليم عوملوا بصورة غير عادلة.
جهود مستمرة لإيجاد حل
شدد الجانبان على ضرورة إيجاد حل عاجل لمشكلة الرواتب وضمان إرسال المستحقات المالية للإقليم، وأشارا إلى أن المباحثات بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية ستستمر في الأيام المقبلة للتوصل إلى حل نهائي.
تم التأكيد المشترك على أهمية احترام النظام الاتحادي في العراق وصون حقوق الكيان الدستوري لإقليم كردستان، بما يضمن تحقيق الاستقرار والازدهار للجميع.