الأحد 3 أغسطس 2025
spot_img

أزمة أوروبية واسعة بسبب اتفاق فون دير لاين التجاري

spot_img

واجه الاتفاق التجاري الأخير بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة انتقادات حادة من عواصم أوروبية عدة، معتبرة إياه تنازلاً غير مبرر للإدارة الأمريكية. وتصاعدت حدة الاعتراضات بعد توقيع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين على الاتفاق في اسكتلندا.

انتقادات أوروبية حادة

وصلت أصداء الرفض إلى ذروتها بتصريحات لاذعة من رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، في حين استغلت قوى اليمين المتطرف الاتفاق كفرصة جديدة لمهاجمة المشروع الأوروبي ورئيسة المفوضية.

لم تقتصر الانتقادات على اليمين المتطرف، بل امتدت لتشمل قطاعات سياسية واقتصادية واسعة في معظم عواصم الاتحاد، التي عبرت عن استيائها من أسلوب فون دير لاين في اتخاذ القرارات بشكل منفرد.

“استسلام تجاري”

تزايد السخط الأوروبي مع اقتراب الموعد الذي حدده الرئيس ترامب للتوصل إلى اتفاق، حيث كانت الدول الأعضاء تضغط من أجل موقف أكثر تشدداً تجاه المفاوضين الأميركيين.

بلغ الاستياء ذروته بعد ظهور فون دير لاين رافعة علامة النصر إلى جانب ترامب، الذي قاطعها مرارًا وتبنى مواقفه وتصريحاته، وفقًا لتعبير المفوض الأوروبي السابق تييري بروتون.

استغلت الأحزاب اليمينية المتطرفة تلك المشاهد، واصفة الاتفاق بأنه دليل إضافي على “الضعف” الأوروبي، خاصة بعد الهجوم الذي تعرضت له فون دير لاين خلال طرح الثقة في حكومتها أمام البرلمان الأوروبي.

زعيمة حزب “البديل من أجل ألمانيا” وصفت الاتفاق بأنه “خدعة قاسية”، بينما قال رئيس التجمع الوطني الفرنسي جوردان بارديلا إن فون دير لاين وقعت على “وثيقة استسلام أوروبا التجاري”.

تداعيات اقتصادية

انتقد رئيس الوزراء الفرنسي السابق فرنسوا بايرو الاتفاق، واصفاً إياه بـ “الإذعان”، بينما قالت رئيسة الكتلة الليبرالية في البرلمان الأوروبي، فاليري هاير، إن الاتفاق أظهر أن أوروبا “عملاق اقتصادي، لكن لا قيمة لها على الصعيد السياسي”.

حذر المستشار الألماني فريدريك ميرتس من أن الاتفاق سيتسبب بـ “أضرار فادحة” على الاقتصاد الألماني واقتصاد الاتحاد الأوروبي.

رد المفوضية الأوروبية

تدافع المفوضية الأوروبية عن نفسها، وترفض الاتهامات الموجهة إلى فون دير لاين، مشيرة إلى وجود انتقادات متكررة حول تفرّدها بالقرارات.

“جهد أوروبي جماعي”

أكد الناطق بلسان المفوضية أن المفاوضات تمت باسم الدول الأعضاء، وأن المشاورات مع العواصم تزامنت مع جميع مراحل المفاوضات، مشدداً على أن الجهد الأوروبي كان جماعياً.

في المقابل، أعرب شركاء الاتحاد الأوروبي عن “خيبتهم” من شروط الاتفاق، معتبرين إياه “نصراً مبيناً” لترامب و”هزيمة” للاتحاد الأوروبي.

دعت بعض الأصوات إلى إقامة تحالف بين الدول التي تشكل 87% من حركة التجارة الدولية، مقابل 13% للولايات المتحدة، لإعادة التوازن إلى السوق الدولية.

اقرأ أيضا

اخترنا لك