أوضح المشاركون في ندوة “مصر وموريتانيا.. 6 عقود من التعاون المشترك” التي استضافتها “مكتبة القاهرة الكبرى” أن موريتانيا تفتح أبوابها للكفاءات والاستثمارات المصرية التي يمكنها المساهمة في النهوض بالاقتصاد الموريتاني في ظل وجود توقعات بقفزة اقتصادية مرتقبة تشهدها موريتانيا خلال السنوات القليلة المقبلة.
وثمن المشاركون في الندوة التي أقامها مركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية بالتعاون مع المركز العربي الإفريقي للإعلام والتنمية في موريتانيا بجهود الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني للارتفاء بالعلاقات المصرية الموريتانية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.
وأشاد الكاتب الصحفي محمد سالم ولد الداه، رئيس المركز العربي الأفريقي للإعلام والتنمية، ونقيب الصحفيين الموريتانيين سابقًا، بالدور المهم الذي لعبه المركز الثقافي المصري بموريتانيا في تشكيل الوعي لدى المجتمع الموريتاني، وذلك منذ تأسيسه في عام 1964.
ودعا نقيب الصحفيين الموريتانيين إلى تكثيف الجهود السياسية والإعلامية والدبلوماسية للارتقاء بالعلاقات المصرية الموريتانية التي يجب أن تستمر في الازدهار من خلال تعزيز التبادل في مختلف المجالات، وذلك لإقامة شراكة قوية بين البلدين.
وأوضح سالم ولد الداه أنه آن الأوان لتفعيل شراكة اقتصادية حقيقية تتناسب مع عمق العلاقات الثنائية بين مصر وموريتانيا.

وبدوره، أوضح الدكتور المختار الجيلاني، المستشار الثقافي بسفارة موريتانيا بالقاهرة، أن العلاقات المصرية الموريتانية تعود إلى ما قبل بدء العلاقات الدبلوماسية الرسمية في عام 1963، حيث كانت هناك دبلوماسية ناعمة ربطت بين البلدين من خلال تبادل العلماء والمشروعات العلمية، مما يعكس مستوى التعاون العلمي الرفيع بين البلدين.
وأوضح الدبلوماسي الموريتاني أن البلدين تتطلعان لمستقبل واعد من الشراكة الشاملة في ظل وجود آفاق واعدة للتعاون بينهما في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.
وأوضح آب الشيخ محمد فاضل، الباحث في الاستراتيجيات المعاصرة، ومدير مركز الدراسات والأبحاث التربوية، أن موريتانيا تمتلك موارد طبيعية هائلة، من ذهب ونحاس وحديد، بالإضافة إلى شواطئ غنية بالأسماك، وقد بدأت مؤخرًا في تصدير الغاز، ومن المتوقع أن تشهد قفزة اقتصادية كبيرة في المستقبل القريب، ومن الضروري أن تلعب مصر دورًا فاعلًا في هذه الاستثمارات الواعدة.
وأكد الباحث الموريتاني أن موريتانيا ترحب بالكفاءات والاستثمارات المصرية، حيث يمكن للكفاءات المصرية أن تساهم بشكل كبير في النهوض بالاقتصاد الموريتاني، مضيفًا أن التعاون السياسي والاستراتيجي بين مصر وموريتانيا شهد مسيرة حافلة بالإيجابية منذ ستينيات القرن الماضي وحتى الآن، ولكن التعاون الاقتصادي لا يزال دون المستوى المأمول.
وذكر أن القاهرة تُعد مركزًا للقرار العربي والإسلامي، وتحظى بأهمية كبيرة لدى موريتانيا، ولا بد من تعزيز التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين، وصولًا إلى تكامل اقتصادي حقيقي وقوي.
أما السفير أحمد فاضل يعقوب، سفير مصر الأسبق في موريتانيا، فأشاد بالدور الذي لعبته موريتانيا في عودة مصر إلى الاتحاد الأفريقي بعد تجميد عضويتها في أعقاب ثورة 30 يونيو، حيث نجحت موريتانيا التي ترأست الاتحاد الأفريقي خلال تلك الفترة في إعادة عضوية مصر بالاتحاد الأفريقي بعد ستة أشهر من تجميدها.
وأكد يعقوب أن العلاقات المصرية الموريتانية شهدت تطورًا ملحوظًا خلال الست عقود الماضية، وتمتد جذورها إلى مرحلة ما قبل استقلال موريتانيا، وذلك من خلال التبادل الثقافي والعلمي بين الشعبين، واستقرار بعض الموريتانيين في مصر للدراسة في الأزهر، وقد كان هناك رواق خاص بهم يعرف برواق الشناقطة، وفي عهد الرئيس جمال عبد الناصر، توسعت العلاقات بين البلدين بشكل لافت للنظر.
وأشار السفير المصري السابق في موريتانيا أن هناك فرصًا واعدة لنمو وتطور العلاقات المصرية الموريتانية خلال الفترة المقبلة.
ومن جانبها، أوضحت الدكتورة رانيا أبوالخير، رئيسة شركة مصر موريتانيا للتنمية، أن الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني يتبنى برامج طموحة لبناء دولة جديدة في موريتانيا على غرار الجمهورية الجديدة التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وشددت على أهمية تمتع مصر وموريتانيا بموقعين استراتيجيين مهمين، وتتميز موريتانيا بفرص استثمارية واعدة، ويمكن لمصر أن تلعب دورًا محوريًا في القفزة الاقتصادية المرتقبة التي تشهدها موريتانيا خلال السنوات القادمة.