تجاوزت حصيلة ضحايا الفيضانات والانهيارات الأرضية في مناطق متفرقة من قارة آسيا حاجز الألف قتيل، وسط جهود إغاثية مكثفة في سريلانكا وإندونيسيا، الدولتين الأكثر تضرراً، حيث نشرت السلطات قوات عسكرية لدعم عمليات الإنقاذ ومساعدة المتضررين.
الأمطار الغزيرة الناجمة عن تقلبات جوية حادة، اجتاحت جزيرة سريلانكا وأجزاء واسعة من جزيرة سومطرة الإندونيسية، بالإضافة إلى جنوب تايلاند وشمال ماليزيا خلال الأسبوع المنصرم، مما فاقم الأوضاع الإنسانية.
الأمطار الغزيرة دفعت السكان للجوء إلى أسطح المنازل بانتظار فرق الإنقاذ، وعزلت قرى بأكملها عن المساعدات الضرورية، بينما تتسارع الجهود للوصول إلى المناطق المنكوبة وتقديم الدعم اللازم.
إندونيسيا.. جهود إغاثية مكثفة
الرئيس الإندونيسي، برابوو سوبيانتو، أكد من شمال سومطرة على أولوية إيصال المساعدات الضرورية للمتضررين، مع التركيز بشكل خاص على المناطق المعزولة التي يصعب الوصول إليها.
تتعرض الحكومة الإندونيسية لضغوط متزايدة لإعلان حالة الطوارئ الوطنية، بعد ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات والانهيارات الأرضية إلى 502 قتيل على الأقل، مع وجود أكثر من 500 شخص في عداد المفقودين.
الحكومة الإندونيسية أرسلت ثلاث سفن حربية محملة بالمساعدات، بالإضافة إلى سفينتين طبيتين، إلى المناطق الأكثر تضرراً، حيث لا تزال العديد من الطرق مقطوعة بسبب الفيضانات والانهيارات الأرضية.
سريلانكا.. طلب مساعدة دولية
الحكومة السريلانكية ناشدت المجتمع الدولي لتقديم المساعدة العاجلة، واستخدمت مروحيات عسكرية للوصول إلى المناطق المحاصرة وتقديم الدعم اللازم للمواطنين المتضررين من الفيضانات والانهيارات الأرضية.
أفاد مسؤولون سريلانكيون بارتفاع عدد القتلى إلى 340 شخصاً على الأقل، مع استمرار عمليات البحث عن المفقودين، وسط مخاوف من ارتفاع الحصيلة النهائية للضحايا.
ومع توقف الأمطار، تتزايد الآمال بانحسار مياه الفيضانات تدريجياً، وعودة الحياة إلى طبيعتها في المناطق المتضررة، في الوقت الذي بدأت فيه بعض المتاجر والمكاتب بإعادة فتح أبوابها.
إعادة الإعمار.. تحديات كبيرة
بدأت تتضح حجم الأضرار في المناطق الوسطى الأكثر تضرراً في سريلانكا، مع قيام فرق الإغاثة بفتح الطرق التي قطعتها الأشجار المتساقطة والانهيارات الطينية، في ظل تحديات كبيرة تواجه جهود إعادة الإعمار.
الرئيس أنورا كومارا ديساناياكي، الذي أعلن حالة الطوارئ، تعهد بإصلاح الأضرار وإعادة بناء المناطق المتضررة، مؤكداً أن بلاده تواجه أكبر كارثة طبيعية في تاريخها، وأنها ستعمل على تجاوز هذه المحنة.
الخسائر والأضرار الحالية هي الأسوأ في سريلانكا منذ كارثة تسونامي المدمر الذي ضرب دول آسيوية في عام 2004، والذي أودى بحياة نحو 31 ألف شخص في البلاد وشرد أكثر من مليون آخرين.
تايلاند.. انتقادات للحكومة
في تايلاند، أودت الفيضانات بحياة ما لا يقل عن 176 شخصاً في جنوب البلاد، مما يجعلها واحدة من أسوأ الفيضانات التي شهدتها البلاد خلال السنوات العشر الماضية، بحسب تصريحات السلطات.
الحكومة التايلاندية أطلقت تدابير إغاثة، لكنها واجهت انتقادات بسبب طريقة استجابتها للفيضانات، مما أدى إلى تعليق عمل مسؤولين محليين بتهمة التقصير في أداء واجباتهم.
تجدر الإشارة إلى أن معظم أنحاء قارة آسيا تشهد موسم الرياح الموسمية السنوي، والذي يتسبب عادة بأمطار غزيرة تؤدي إلى انهيارات أرضية وفيضانات مفاجئة، مما يزيد من حجم الخسائر والأضرار.
تغير المناخ.. تفاقم الأزمات
الفيضانات التي اجتاحت إندونيسيا وتايلاند وماليزيا تفاقمت بسبب عاصفة استوائية نادرة تسببت بأمطار غزيرة في جزيرة سومطرة، مما يبرز تأثير التغير المناخي على شدة وتواتر هذه الظواهر الطبيعية.
التغير المناخي يؤثر بشكل كبير على العواصف، مما يجعلها أكثر قوة وأعلى وتيرة، ويصاحبها أمطار غزيرة وفيضانات مفاجئة ورياح عاتية، مما يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من آثار هذه الظاهرة.


