الأربعاء 22 يناير 2025
spot_img

احتجاجات في سوريا.. والداخلية: فلول النظام يلعبون في الخفاء

عدة مدن سورية، أبرزها اللاذقية وطرطوس وحمص، شهدت اليوم اضطرابات ومظاهرات بعد انتشار مقطع فيديو مثير يظهر حريقاً داخل ضريح معترف به للطائفة العلوية في مدينة حلب. وقد أثار هذا الفيديو، الذي لم يحدد وقت التقاطه، ردود فعل حادة وسماع دوي إطلاق نار في بعض المناطق.

اتهامات بالتحريض

واتهمت وزارة الداخلية في حكومة تصريف الأعمال السورية من أسمتهم “فلول النظام البائد” بالتعاون مع “أطراف خارجية” لم تحددها، بتأجيج الأوضاع في الساحل وحمص بهدف “زعزعة السلم الأهلي والاستقرار في المنطقة”.

وعزا المتحدث باسم الوزارة، في تصريحات صحفية، الاضطرابات إلى محاولات هذه الفلول لاستغلال الوضع. كما أكدت الوزارة أنها عازمة على الحد من انتشار الفوضى والتخفيف من الاحتقان لدى المواطنين، وملاحقة أصحاب هذه الممارسات وإحالتهم للعدالة.

في سياق متصل، كشف المتحدث عن تعرض عناصر وزارة الداخلية لإطلاق نار أثناء قيامهم بجولات أمنية في ريف طرطوس، وهو ما أدى إلى سقوط خمسة منهم وإصابة ثلاثة آخرين.

كشفت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن انتشار أمني مكثف في مدن مختلفة مثل حماة ودمشق وحمص، في مسعى للحفاظ على الأمن والاستقرار وحماية الممتلكات العامة والخاصة.

حظر تجوال ليلي

فرضت الشرطة حظر تجوال ليلي في حمص على خلفية الاضطرابات التي قادها أفراد من الطائفة العلوية وآخرين من طوائف شيعية. وتناول السكان هذه الاحتجاجات كاستجابة للضغوط المتزايدة والعنف الممارس ضدهم في الأيام الأخيرة.

ونقلت وكالة “رويترز” عن بعض السكان أن هذه المظاهرات جاءت كاستجابة للأحداث السابقة، حيث ينظر إلى الطائفة العلوية على أنها كانت موالية للرئيس السابق بشار الأسد. وفُرض حظر التجوال لليلة واحدة، من الساعة السادسة مساءً حتى الثامنة صباحاً.

استغلال الشائعات

وفي بيان لاحق، حذرت وزارة الداخلية من استغلال الشائعات التي قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار، مؤكدة عزمها على ملاحقة كل من يقوم بمثل هذه الأعمال. وأشارت إلى الضحايا بين قواتها الذين كانوا قد استهدفوا من قبل بعض العناصر الموالية للنظام السابق.

وأشار وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال، محمد العمر، إلى أن السلم الأهلي يأتي في مقدمة أولويات الحكومة، محذراً من “أيادٍ خفية تسعى لإثارة الفتن الداخلية” وتعهد بأن الحكومة ستتعامل بشكل حازم مع هذه المحاولات لحماية استقرار البلاد ووحدة الشعب.

في رده على الجدل حول الفيديو المتداول بشأن حرق المقام الديني في حلب، نفى العمر ذلك واعتبر أن “المقطع قديم”، مشدداً على التزام الحكومة بحماية جميع المواقع الدينية والتاريخية، التي تعكس إرثاً وطنياً وإنسانياً.

وشدد الوزير على أنه سيتم تطبيق إجراءات صارمة تجاه أي اعتداء على هذه المواقع لضمان صونها وحمايتها من المخاطر.

الفيديو وسبب الاحتجاجات

احتشد الآلاف من العلويين في مدن كطرطوس واللاذقية وجبلة، معقل الطائفة العلوية، للتعبير عن غضبهم بعد تداول فيديو زعم تعرض مقام أبو عبد الله الحسين الخصيبي لاعتداء. وشهدت المدينة حمص أيضًا احتجاجات مماثلة، حيث تم فرض حظر للتجول في مناطق عديدة بعد انطلاق الاحتجاجات.

وتعتبر هذه المظاهرات الأولى لطائفة العلويين منذ الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد من قبل تحالف المعارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» في ديسمبر. حيث دخلت قوات المعارضة دمشق بعد هجوم خاطف استمر أحد عشر يومًا، مما نتج عنه فرار الأسد إلى موسكو.

وأفادت مصادر محلية بأن آلاف العلويين خرجوا إلى الشوارع في رد فعل على الأحداث الأخير، محذرين من عواقب التصعيد. وقد أكد المرصد أن قوات الأمن أطلقت النار لتفريق المحتجين في حمص، مما أدى إلى وقوع إصابات وتأكيد مقتل متظاهر واحد.

في سياق متصل، حذرت وزارة الداخلية السورية من خطورة إعادة نشر الفيديو، مشددة على أنه قديم، وأن الهدف من تداوله هو «إثارة الفتنة» بين أبناء الشعب السوري في مرحلة حرجة، مما يبرز الفجوة الكبيرة التي تعاني منها البلاد.

اقرأ أيضا

اخترنا لك