الخميس 12 يونيو 2025
spot_img

وفاة 6 رضع في غزة بسبب البرد القارس

شهد قطاع غزة تطورات مأساوية في ظل الظروف الشتوية القاسية، حيث ارتفع عدد الأطفال الرُضع الذين فقدوا حياتهم بسبب سوء الأحوال الجوية إلى ستة، بعد وفاة ثلاثة منهم بسكتة تجمد خلال الساعات الأخيرة. وقد أُعلن عن هذه الحصيلة المروعة اليوم الثلاثاء.

أرقام مقلقة

وفقاً للدكتور سعيد صلاح، المدير الطبي لمستشفى جمعية أصدقاء المريض الخيرية، توفي خمسة أطفال تتراوح أعمارهم بين شهر وشهرين في شمال غزة خلال الأسبوعين الماضيين جراء البرد القارس. وأعلنت أيضًا وفاة رضيعة تبلغ من العمر شهرين في خيمتها بمنطقة المواصي في خان يونس اليوم الثلاثاء.

وأوضح الدكتور صلاح أن هناك أطفالاً آخرين في حالة حرجة داخل غرفة العناية المركزة، محذراً من احتمالية حدوث وفيات جديدة بسبب استمرار موجة البرد الشديد. وقد أكد أن الأوضاع الإنسانية في القطاع كارثية، حيث تعاني الأسر من نقص حاد في وسائل التدفئة، مما يُعرض الأطفال للخطر.

حالات حرجة

في السياق ذاته، استقبل المستشفى مؤخرًا ثمانية أطفال حديثي الولادة يعانون من انخفاض حاد في حرارة الجسم بسبب البرد. وللأسف، توفي ثلاثة منهم بعد ساعات من وصولهم، وقد كانوا في حالة “تجمد”.

بدوره، أعلن الدكتور أحمد الفرا، رئيس قسم الأطفال بمجمع ناصر الطبي، عن وفاة الطفلة شام يوسف الشنباري (60 يوماً) داخل خيمتها في منطقة المواصي نتيجة البرد الشديد.

نقص حاد في المواد الأساسية

وأكد الدكتور الفرا أن حالات الوفاة بين الأطفال مرشحة للزيادة نتيجة الظروف الجوية القاسية والأزمات الإنسانية المتزايدة التي يعاني منها سكان القطاع، حيث يفتقر أكثر من مليوني نسمة إلى مأوى حقيقي.

يعيش والد الطفلة شام، يوسف الشنباري، مع أسرته المكونة من خمسة أفراد في خيمة صغيرة بعد نزوحهم من بيت حانون إلى منطقة المواصي. بالحديث مع مراسل “الشرق الأوسط”، أوضح الشنباري أن طفلته تعاني من ظروف صحية صعبة بسبب شدة البرد وعدم توفر وسائل التدفئة.

غضب وانتهاكات

تعاني عائلة الشنباري، مثل العديد من سكان قطاع غزة، من نقص حاد في وسائل التدفئة، ويعتمدون على مساعدات قليلة من المؤسسات الدولية. ويعبر الشنباري عن يأسه قائلاً: “لا قادرين ندفي حالنا ولا ندفي أولادنا اللي بيموتوا قدام عينينا.”

يُذكر أن حركة “حماس” وصفت وفاة الأطفال بأنها نتيجة لما يُعرف بـ”السياسات الإجرامية” للحكومة الإسرائيلية والتي تمنع إدخال المساعدات الإنسانية ومواد الإيواء. كما انتقدت الحركة المجتمع الدولي لصمته حيال الكارثة الإنسانية في القطاع.

مخاوف من ارتفاع الأسعار

مع اقتراب شهر رمضان، يخشى سكان غزة من ارتفاع أكبر في الأسعار نتيجة القيود المفروضة على دخول السلع عبر معبر كرم أبو سالم، حيث أكد التاجر محمد حميد أن الأسعار تتقلب بناءً على تلك الظروف.

تستمر الطوابير أمام المخابز والمحلات رغم مرور أكثر من شهر على وقف إطلاق النار، حيث يشكو المارة من قلة المياه الصالحة للشرب. وصرحت أنسام نعمان، ربة منزل: “حياتنا مثل ما هي ما تغيرت، من طابور لطابور”.

احتياجات عاجلة

تعاني غزة من تدمير كامل للبنية التحتية، وتفيد التقارير الدولية بأن القطاع بحاجة إلى 53 مليار دولار لإعادة إعمار ما دمره النزاع. وحذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من تفاقم أوضاع حديثي الولادة، مشيرة إلى أن نحو 7700 طفل يفتقرون إلى الرعاية الطبية اللازمة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك