أعلن وزير الخارجية الأمريكي الجديد، ماركو روبيو، عن تقديم “دعم ثابت” لدولة إسرائيل في خضم هدنة هشة تسود قطاع غزة، واستمرار العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في مدينة جنين بالضفة الغربية، وفقًا لتقارير وكالة الصحافة الفرنسية.
وخلال اتصال هاتفي أجراه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أكد روبيو على أن الحفاظ على الدعم الأمريكي لإسرائيل يعد أولوية رئيسية للرئيس دونالد ترامب، بحسب ما صرحت به المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تامي بروس.
التزام أمريكي
وقالت بروس أن روبيو هنأ نتنياهو على الانتصارات الإسرائيلية ضد حركتي “حماس” و”حزب الله”، عازمًا على العمل بجد لتأمين إطلاق سراح الرهائن الباقين في غزة.
جدير بالذكر أن إسرائيل و”حماس” قد شرعا، يوم الأحد الماضي، في تنفيذ اتفاق لوقف إطلاق النار، يتضمن تبادل الرهائن والسجناء، بعد الوصول إلى هدنة بعد صراع مستمر منذ 15 شهرًا.
جهود سابقة
الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن كان قد دعا لعدة أشهر إلى التوصل إلى اتفاق للحد من النزاع في غزة، بينما قام ترامب بتعيين مبعوث للمساعدة في هذا الصدد قبل دخوله للمنصب. ورغم ذلك، أبدى ترامب عدم ثقته في نجاح هذا الاتفاق.
في اليوم الأول لتوليه المنصب، ألغى ترامب العقوبات التي فرضها بايدن على مستوطنين إسرائيليين متطرفين في الضفة الغربية، بعدما ارتكبوا هجمات على الفلسطينيين.
صفقة القرن
في عام 2020، خلال ولايته الأولى، قدم ترامب “صفقة القرن” التي كانت تهدف إلى تسوية النزاع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، والتي أدت إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل وبعض الدول، لكنها فشلت في تطبيق بند يتعلق بضم أجزاء من الضفة الغربية.
وفي خضم تصاعد الأحداث، أطلق الجيش الإسرائيلي ما أسماه “عملية استئصال الإرهاب” في مدينة جنين، بعد يومين من بدء سريان الهدنة في غزة.
العمليات العسكرية
قال محافظ جنين، كمال أبو الرب، في حديثه مع وكالة الصحافة الفرنسية، إن الوضع في المدينة صعب للغاية، حيث قام الجيش الإسرائيلي بتجريف الطرق المؤدية إلى المخيم والمستشفى.
كما أشار المحافظ إلى اعتقال 20 شخصاً من المدينة ومحيطها، في حين أفاد الجيش الإسرائيلي أنه استهدف أكثر من 10 من “الإرهابيين”، مع تنفيذ غارات على بنية جماعات الإرهاب ودعم عملية تفكيك للمتفجرات.
عنف متجدد
أسفرت المعارك في إطار “الأسوار الحديدية” حتى مساء الثلاثاء عن مقتل 10 أشخاص وإصابة 35 آخرين، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
غالبًا ما تكون جنين، وبالأخص مخيمها للاجئين، هدفًا لعمليات الجيش الإسرائيلي ضد الجماعات المسلحة مثل “حماس” و”الجهاد الإسلامي”.
تأثير العمليات
على مدار الأشهر الأخيرة، تصاعدت العمليات العسكرية في جنين، حيث تم عزل الأحياء بسبب هدم الجرافات الإسرائيلية لطرق داخل المدينة، بدعوى حماية نفسها من العبوات الناسفة.
سمحت السلطات الإسرائيلية بتركيب كاميرات مراقبة على الشوارع الرئيسية، فيما قامت القوات الإسرائيلية بتوقيف بعض الأشخاص.
الاستراتيجية الإسرائيلية
وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أكد أن الجيش سيواصل العمليات، مشددًا على ضرورة القضاء على المجموعات المسلحة, مشيرًا إلى خلق استراتيجية شاملة لمواجهة إيران.
كيفما تم ربط العمليات الإسرائيلية في جنين بجهود أخرى لمكافحة الانتشار الإيراني في المنطقة، شملت هذه الجهود غزة ولبنان وسوريا واليمن.
مواقف دولية
أعربت فرنسا عن قلقها المستمر بشأن التصعيد في المنطقة، دافعةً إسرائيل إلى ضبط النفس في هذا الصدد.
منذ السابع من أكتوبر 2023، ازدادت وتيرة الهجمات الإسرائيلية على شمال الضفة الغربية، مما أسفر عن مقتل 848 فلسطينيًا، وفقًا لإحصاءات وزارة الصحة الفلسطينية.
وخلال نفس الفترة، قُتل 29 شخصًا على الأقل من الإسرائيليين نتيجة هجمات فلسطينية، وفقًا للبيانات الرسمية.