السبت 17 مايو 2025
spot_img

«وداع البابا فرنسيس يجذب حشوداً ضخمة إلى الفاتيكان»

تُتَوَقَّع اليوم (الخميس) احتشاد الجماهير مجددًا في “بازيليك القديس بطرس” في الفاتيكان، للتعبير عن وداعهم لجثمان البابا فرنسيس، الذي سجي صباح أمس في الكنيسة، تمهيدًا لجنازته المقررة يوم السبت.

حشود غفيرة

في يوم الأربعاء، وفي اليوم الأول لنقل جثمان البابا إلى البازيليك، أعلن الفاتيكان أن أكثر من 19,400 شخص قد توافدوا لإلقاء نظرة الوداع على البابا فرنسيس، الذي توفي عن 88 عامًا يوم الاثنين.

ظلّت البازيليك مفتوحة أمام الزوار حتى الساعة 05:30 صباحًا (03:30 ت.غ)، رغم أنه كان مخصصًا الإغلاق منتصف الليل، بهدف إتاحة الفرصة لجميع الوافدين لمعاينة الجثمان.

طقوس وداع بسيطة

أعيد فتح البازيليك صباح اليوم عند الساعة السابعة، وقد تجمع الآلاف على أطراف أصغر دولة في العالم. سُجي البابا في رداء أحمر، يحمل على رأسه تاج أسقفي أبيض، ويمسك بمسبحة. ووضعت جثته على المذبح الرئيسي دون وضعها على منصة، تنفيذًا لرغبة البابا السابق خورخي بيرغوليو في إجراء طقوس جنائزية بسيطة ومتواضعة.

أقيمت طوابير طويلة من المصلين في ساحة القديس بطرس وسط إجراءات أمنية مشددة. وذكر عدد من الحجاج لوكالة الصحافة الفرنسية أنهم انتظروا من 3 إلى 4 ساعات لدخول الكاتدرائية.

استعدادات دائمة

سيكون بإمكان المؤمنين إلقاء نظرة الوداع على البابا فرنسيس حتى منتصف الليل اليوم، والجمعة من الساعة 07:00 صباحًا حتى 19:00 مساءً، مع إمكانية الفاتيكان تمديد هذه الساعات إذا لزم الأمر.

انتظر ليوباردو غيفارا، البالغ من العمر 24 عامًا، 4.5 ساعات ليشهد اللحظة. لقد أعرب عن شعوره بالسلام عندما وقف أمام الجثمان، مؤكدًا أن البابا كان “شخصًا متواضعًا وإنسانيًا للغاية، كان يشجع الشباب على الالتزام الديني”.

إجراءات تنظيمية

بغية إدارة تدفق الزوار، استخدمت السلطات وسائل متعددة، من بينها وضع حواجز معدنية وتوزيع زجاجات مياه وزيادة عدد الحافلات إلى الفاتيكان، إضافة إلى تعزيز التدابير الأمنية عند مداخل ساحة القديس بطرس.

يفتش عناصر أمن الفاتيكان والدرك الإيطالي حقائب الوافدين في نقاط التفتيش، حيث تخضع المحتويات لفحوصات دقيقة. وقد جاء الأرجنتيني فيديريكو رويدا ليودع “مواطنًا صنع التاريخ، ليس فقط في الكنيسة، بل في العالم”، مشيرًا إلى قرب البابا من الناس واهتمامه بقضاياهم.

تدفّق بالمئات

توافدت حشود ضخمة كذلك، أمس، إلى “كنيسة سانتا ماريا ماجوري” في وسط روما، حيث من المقرر أن يُدفن البابا يوم السبت وفقًا لرغبته. وأفاد محافظ روما، لامبيرتو جانيني، بأن أكثر من 10 آلاف شخص توافدوا إلى الكنيسة عند الظهر.

وأُقيمت مراسم نقل جثمان البابا من “كنيسة بيت القديسة مارتا” حيث كان يقيم منذ انتخابه حتى وفاته. وقد صاحب النقل عدد من الكرادلة وعناصر من الحرس السويسري، إلى البازيليك المهيبة.

فترة حداد

أعلن الفاتيكان عن حدادٍ لمدة تسعة أيام بدءًا من يوم جنازة البابا الراحل، ومن المقرر أن تقام مراسم مهيبة يوميًا في كاتدرائية القديس بطرس. يُنتظر إغلاق النعش عند الثامنة مساءً (18:00 ت.غ) خلال مراسم يرأسها الكاردينال الأميركي كيفن فاريل.

جنازة البابا فرنسيس ستُقام في ساحة القديس بطرس يوم السبت، حيث يُتوقع أن يحضرها ما لا يقل عن مائتي ألف شخص، إضافةً إلى 170 وفداً أجنبياً. وصرّح رئيس الدفاع المدني الإيطالي بأن “أقل عدد من الحضور سيكون بضع مئات الآلاف”.

حضور دولي بارز

تشهد الجنازة مشاركة بارزة لعشرات قادة الدول وأفراد من العائلات الملكية، وسط تدابير أمنية مشددة مشابهة لتلك التي رافقت جنازة يوحنا بولس الثاني في 2005. يُعد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من بين الحاضرين، رغم انتقادات البابا لسياساته. كما سيحضر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بينما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عدم مشاركته.

تشمل الشخصيات المشاركة أيضًا رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والمستشار الألماني أولاف شولتس، بالإضافة إلى العاهل الإسباني الملك فيليبي السادس وزوجته الملكة ليتيسيا.

اقرأ أيضا

اخترنا لك