الجمعة 28 مارس 2025
spot_img

هل اقتربت نهاية حلف الناتو بفعل ترمب؟

أثارت صحيفة «بوليتيكو» الأميركية تساؤلات حول مستقبل حلف شمال الأطلسي (الناتو) في ظل محاولات الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنهاء الحرب في أوكرانيا، مشيرة إلى أن شروطه قد تكون مُرضية لروسيا مما يثير قلق كييف وحلفائها الأوروبيين.

قلق أوروبي متزايد

وأكدت الصحيفة أن ترمب يعبر عن إعجابه برئيس وزراء بريطانيا السابق ونستون تشرشل، وسألت: كيف كان سيكون رد فعل تشرشل لو حضر مؤتمر ميونيخ للأمن في عام 2025؟

وأشارت إلى مقولة شهيرة لتشرشل، الذي خاطب رئيس الوزراء البريطاني آنذاك نيفيل تشامبرلين قائلاً: “لقد أعطيت الاختيار بين الحرب والعار. لقد اخترت العار، وستحصل على الحرب”.

أصداء من التاريخ

تساءلت الصحيفة عما إذا كان هذا الموقف سيعكس رد فعل تشرشل على مساعي ترمب لإنهاء النزاع في أوكرانيا، بشروط يُخشى أن تفيد موسكو وتؤدي إلى تصعيد الصراع في المستقبل.

كما لفتت إلى أن كلمة “التهدئة” التي تتكرر على ألسنة المسؤولين الأوروبيين تعيد إلى الأذهان الظروف التي سادت قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية. في هذا السياق، يشعر وزير الدفاع البريطاني السابق بن والاس بحساسية كبيرة تجاه هذه المقاربة.

تحذيرات من عدم الاستقرار

وسط هذه الأجواء، لا تزال تداعيات المكالمة المطولة بين ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين تثير الذهول بين القادة الأوروبيين. وقد عبر وزير الخارجية الليتواني السابق غابريليوس لاندسبيرجيس عن قلقه من أن “الحقائق” قد تمنع الولايات المتحدة من تقديم الضمانات الأمنية لأوروبا.

وأكد لاندسبيرجيس: “قد يكون ذلك بمثابة بداية نهاية حلف شمال الأطلسي، خاصة مع الإعلان المتوقع عن سحب 20 ألف جندي أميركي من أوروبا”.

طمأنة ضئيلة من واشنطن

في محاولة لتهدئة المخاوف، حاول بعض المشرعين الأميركيين تقديم طمأنات للقادة الأوروبيين، كان أبرزهم السيناتور روجر ويكر الذي اعتبر أن تصريحات هيغسيث تعكس سوء فهم. وأضاف أن هناك “الكثير من الأشخاص الجادين حوالي ترمب الذين يستمعون إليهم”.

وأشار ويكر إلى ضرورة عدم القفز إلى استنتاجات قاسية، بينما أقر بأن التضحية بالضمان الأمني الأميركي يمكن أن تهدد المادة الخامسة من حلف شمال الأطلسي التي تعزز الدفاع الجماعي.

نقد واضح من الخبراء

وصف كير جايلز من مركز أبحاث تشاتام هاوس في بريطانيا الخطاب الذي ألقاه هيغسيث في بروكسل بأنه ذو تأثير سلبي على كل من أوكرانيا وأمن أوروبا. واعتبر أن قبول روسيا باحتفاظها بالأراضي التي غزتها ليس سوى تكرار للأخطاء التاريخية.

وفي السياق نفسه، انتقد الأكاديمي والدبلوماسي السابق مايكل ماكفول تصريحات نائب ترمب، جيه دي فانس، حول ديمقراطية أوروبا، مشيرًا إلى أنه كان من الأفضل التركيز على حل الصراع الأوكراني بدلاً من التفوه عن القضايا الداخلية الأميركية.

دعوات لتحرك أوروبي أفضل

قال الدبلوماسي الألماني السابق فولفغانغ إيشنغر إن “أوروبا بحاجة إلى صدمة كهربائية” لتعزيز استقلالها. وأوضح أن القادة الأوروبيين يتحملون جزءًا من المسؤولية عن الوضع الراهن، حيث تأخروا في زيادة إنفاقهم الدفاعي بما يتماشى مع التهديدات المتزايدة.

وضع أحد كبار الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي الأمر في إطار الأزمة الحالية، مؤكداً: “لدينا الآن تحالف بين رئيس روسي يسعى لتفكيك أوروبا ورئيس أميركي يحمل أيضًا نوايا مماثلة، مما يعني أن زمن الناتو قد انتهى”.

اقرأ أيضا

اخترنا لك