هجوم انتحاري يقتل سبعة جنود باكستانيين قرب أفغانستان

مقتل سبعة جنود باكستانيين في هجوم انتحاري قرب الحدود الأفغانية، يأتي ذلك في ظل وقف هش لإطلاق النار بين البلدين، بعد اشتباكات عنيفة استمرت لعدة أيام. الهجوم يهدد بانهيار الهدنة ويدفع العلاقات بين البلدين إلى مزيد من التوتر.

هجوم شمال وزيرستان

قتل الجنود في هجوم استهدف معسكراً للجيش الباكستاني في شمال وزيرستان. الهجوم أسفر أيضاً عن إصابة 13 آخرين، في تصعيد يهدد بتأجيج الأوضاع المتوترة أصلاً بين البلدين الجارين.

مسلح فجر سيارة مفخخة بجدار المعسكر، بينما حاول آخران اقتحام المنشأة قبل أن تتمكن القوات الباكستانية من قتلهما. ويأتي هذا الهجوم في سياق تصاعد هجمات المسلحين في باكستان.

اتهامات متبادلة

الحادث يزيد من حدة التوتر بين إسلام آباد وكابول. باكستان تتهم حركة طالبان الأفغانية بإيواء مسلحين ينفذون هجمات داخل أراضيها، بينما تنفي طالبان هذه الاتهامات.

طالبان تتهم الجيش الباكستاني بالترويج لأكاذيب عن أفغانستان، وإثارة التوتر على الحدود، وإيواء مسلحين مرتبطين بتنظيم داعش لزعزعة استقرارها وسيادتها.

وساطات دولية

رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف أكد أن بلاده ردت على الهجمات بعد نفاد صبرها، لكنه أعرب عن استعداد بلاده للحوار. ورغم الاشتباكات السابقة، يعتبر هذا القتال الأعنف منذ عقود.

السعودية وقطر تبذلان جهوداً للوساطة بين الطرفين لوقف القتال. كما أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى استعداده للمساعدة في حل الصراع المتصاعد بين الجارتين.

ظهور زعيم “طالبان باكستان”

ظهر نور والي محسود، زعيم حركة “طالبان باكستان”، في تسجيل مصور ليثبت أنه لا يزال على قيد الحياة. يأتي ذلك بعد محاولة اغتيال فاشلة بغارة جوية في أفغانستان، فاقمت التوتر الحدودي.

مسؤولون أمنيون باكستانيون أفادوا بأن الضربة الجوية استهدفت سيارة يعتقد أنها كانت تقل محسود في كابل، في التاسع من شهر تشرين الأول/أكتوبر الجاري.

وقف إطلاق النار المؤقت

جرى التوصل إلى اتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة. محسود أكد في التسجيل المصور أنه قام بتسجيله لدحض التقارير التي تحدثت عن مقتله.

لم تعلن باكستان رسمياً مسؤوليتها عن الغارة الجوية التي وقعت في كابل. يذكر أن هذه أول غارة من نوعها منذ استهداف الولايات المتحدة لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري عام 2022.

اتهامات بالإيواء

حركة طالبان الأفغانية تنفي إيواء مسلحين باكستانيين، وتتهم بدورها إسلام آباد بإيواء الفرع المحلي لتنظيم “داعش”. محسود أكد في المقطع المصور أنه يتحدث من داخل باكستان.

إحياء حركة طالبان

تولى محسود قيادة حركة “طالبان باكستان” عام 2018، بعد مقتل قادتها السابقين في غارات أمريكية. محللون يؤكدون أنه نجح في إعادة إحياء الحركة وتوحيد الفصائل المتناحرة.

إسلام آباد ترى أن سيطرة طالبان على الحكم في أفغانستان عام 2021 منحت حركة “طالبان باكستان” حرية أكبر في الحركة. كما زادت إمكانية حصولها على الأسلحة، مما أدى إلى تصاعد الهجمات داخل باكستان.