أصدر مشرعو جمهورية صرب البوسنة توجيهات لممثليهم في المؤسسات الحكومية البوسنية بعرقلة عمليات صنع القرار والإجراءات القانونية اللازمة لتحقيق دمج البلاد في الاتحاد الأوروبي. يأتي هذا القرار بعد جلسة طارئة للبرلمان، تركّزت على مناقشة الرد على محاكمة ميلوراد دوديك، الزعيم البوسني المؤيد للانفصال.
تنبيهات قانونية
تُجرى محاكمة دوديك في ظل اتهامات تتعلق بتحدي قرارات ممثل السلام الدولي كريستيان شميت، الذي ارتبطت فترة ولايته منذ عام 2021 بتعزيز الاستقرار في البوسنة. يُذكر أن معاهدة دايتون قد أنهت الحرب العرقية في التسعينيات، التي نتج عنها تقسيم البلاد إلى منطقتين تتمتعان بالحكم الذاتي.
منطقة جمهورية صرب البوسنة تحكمها حكومة مركزية ضعيفة، تحت إشراف ممثل دولي، مما يزيد من تعقيدات المشهد السياسي. وقد أشار نواب من صرب البوسنة إلى أن محاكمة دوديك تُعتبر ذات دوافع سياسية، وزعموا أنها تستند إلى قرارات غير قانونية.
ردود فعل دولية
أعربت بعثة الاتحاد الأوروبي في البوسنة عن قلقها إزاء تصرفات البرلمان، مُحذّرة من أنها تُشكل “تهديدًا خطيرًا للنظام الدستوري” في البلاد. وقد جاء ذلك في ظل تطلعات البوسنة الرسمية للدخول في مفاوضات الانضمام للاتحاد الأوروبي.
وأكدت مجموعة من الدول الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، على أهمية الحفاظ على الاستقرار السياسي، مشيرة إلى أن العودة إلى الحواجز السياسية ستؤثر سلبًا على جميع المواطنين المعنيين.
إجراءات قادمة
وفي سياق تصريحات كريستيان شميت، أبدى القلق من “تسييس المسائل القضائية” التي قد تضر بالنظام الدستوري في البلاد. وأكد شميت أنه لن يتوانى عن اتخاذ التدابير اللازمة لضمان تنفيذ معاهدة السلام التاريخية.
وحث شميت على ضرورة احترام جميع الأفراد للقانون، مشيراً إلى أن الحق في محاكمة عادلة يجب أن يشمل الجميع، بغض النظر عن مناصبهم.
توقيت حاسم
حاول دوديك، المدعوم من روسيا، تعزيز دعوات الانفصال في السنوات الأخيرة، رغم أنه أوقف جهوده بعد تصاعد النزاع في أوكرانيا. ومع ذلك، تشير الأمور إلى أن العراقيل السياسية أمام انضمام البوسنة إلى الاتحاد الأوروبي ما زالت قائمة.
في خطوة إيجابية، حصلت سراييفو على دعم من قادة الاتحاد الأوروبي العام الماضي، بعد موافقتهم على بدء المفاوضات الحقيقية حالما تستوفي البوسنة المعايير اللازمة للعضوية.