الأحد 16 فبراير 2025
spot_img

نهاية عصر الغاز الروسي في أوروبا تلوح بالأفق

تتجه أوروبا نحو حقبة جديدة من إمدادات الغاز، مع اقتراب العام 2025 من إنهاء العمل باتفاقية العبور السارية بين روسيا وأوكرانيا، مما يفسح المجال لإنهاء الهيمنة الطويلة التي فرضتها موسكو على سوق الغاز القاري.

وأعلنت روسيا أنها ستغلق أقدم مسار لتصدير الغاز إلى أوروبا، وهو خط أنابيب تم إنشاؤه في فترة الاتحاد السوفيتي، مع اقتراب موعد انتهاء الاتفاقية الحالية في نهاية 2024.

وفقًا للبيانات التي أصدرتها الشركة الأوكرانية المعنية بعبور الغاز، لم تطلب روسيا بدء أي تدفق للغاز اعتبارًا من 1 يناير، مما يؤشر على بداية فصل جديد في إمدادات الغاز الأوروبية.

تطورات الاتحاد الأوروبي

تحرك الاتحاد الأوروبي سريعًا لتقليل اعتماده على الغاز الروسي منذ بداية الحرب في أوكرانيا في فبراير 2022، من خلال البحث عن مصادر بديلة لتأمين احتياجاته الطاقوية.

في ذات الإطار، اتخذت الدول التي لا تزال تستورد الغاز الروسي، مثل سلوفاكيا وجمهورية التشيك والنمسا، إجراءات لتأمين إمدادات بديلة، فيما لا يتوقع الخبراء أي آثار سلبية كبيرة على السوق نتيجة للتوقف المتوقع في تدفق الغاز الروسي.

ثبات أسعار الغاز الأوروبي خلال التداولات، حيث سجلت عند التسوية 48.50 يورو لكل ميجاوات في الساعة، مع ارتفاع طفيف عن سعر الفتح.

فقدان الهيمنة الروسية

هذا التطور يشير إلى تداعيات جيوسياسية مهمة. فقدت روسيا، التي تراجعت حصتها في السوق الأوروبية بعد غزو أوكرانيا، قدرتها التنافسية لصالح دول أخرى مثل الولايات المتحدة والجزائر والنرويج، مما دفع الاتحاد الأوروبي نحو تقليص اعتماده على الغاز الروسي.

وأظهرت التقارير أن شركة “جازبروم”، المملوكة للدولة، شهدت خسارة قدرها 7 مليارات دولار في عام 2023، وهي أول خسارة سنوية لها منذ 1999، وذلك وفقًا لتقارير وسائل الإعلام.

من جهة أخرى، ينعكس تراجع الإمدادات الروسية على الاقتصاد الأوروبي، الذي يعاني من تباطؤ قوي وارتفاع معدلات التضخم، مما يفاقم أزمة تكلفة المعيشة.

أوضاع السوق المستقبلية

على الرغم من تحدث العديد من المراقبين عن نقص محتمل في الطاقة نتيجة فقدان الغاز الروسي، فإن الوضع الحالي يختلف عن المرة السابقة التي شهدت ارتفاع الأسعار في عام 2022، إذ أن الإمدادات المتبقية تعتبر قليلة نسبيًا.

في عام 2023، لم تتجاوز كميات الغاز التي شحنتها روسيا عبر أوكرانيا 15 مليار متر مكعب، ما يعادل 8% فقط من إجمالي التدفقات في الفترة بين 2018 و2019.

في إطار ذلك، أشارت الشركة الأوكرانية إلى أنه حتى الساعة 15:00 بتوقيت جرينتش من يوم 1 يناير لم تستلم أي طلب من روسيا بشأن تدفقات الغاز عبر الأنابيب الأوكرانية.

الآثار على الدول المجاورة

يتوقع أن يوجه توقف الإمدادات عبر أوكرانيا ضربة اقتصادية كبيرة لمولدوفا، التي كانت جزءًا من الاتحاد السوفيتي.

بينما تواصل المجر والدول الأخرى استلام الغاز الروسي عبر خط أنابيب “ترك ستريم” في البحر الأسود، تبرز دعوة المجر لاستمرار تدفق الغاز عبر الطريق الأوكراني كإجراء احترازي.

اقرأ أيضا

اخترنا لك