الأحد 23 مارس 2025
spot_img

نزوح جماعي من الساحل السوري إلى عكار اللبنانية

تشهد الحدود الشمالية للبنان حركة نزوح كثيفة نحو منطقة عكار، حيث يفر مئات السكان من مناطق الساحل السوري جراء المواجهات الأمنية بين القوات الحكومية السورية ومناصري النظام السابق. هذا النزوح المتزايد يتجه نحو قرى في شمال لبنان، مما يثير المخاوف من زيادة كبيرة في أعداد النازحين.

تزايد أعداد النازحين

حذر النائب اللبناني سجيع عطية من الوضع المتدهور، مشيراً إلى “موجات كبيرة جداً” من النزوح عند الحدود بين سوريا ولبنان، وتحديداً في عكار. وأوضح في تصريح له أن آلاف الوافدين يصلون يومياً إلى 5 أو 6 قرى علوية، مما أدى إلى اكتظاظ المنازل بأعداد تفوق طاقتها، حيث بلغ عدد النازحين الذين وصلوا خلال يوم واحد نحو 10 آلاف.

وفي حديثه لـ”الشرق الأوسط”، أشار عطية إلى غياب المعابر الشرعية بين سوريا ولبنان بعد قصف المعابر الثلاثة بواسطة إسرائيل، مما يزيد من تعقيد مشكلة النزوح. وأضاف: “لا يوجد أمن عام يقوم بضبط حركة النزوح، والجيش اللبناني أيضاً غير قادر على التصدي لهذه الموجات المتزايدة”.

تحذيرات بشأن الوضع الحالي

وأكد عطية ضرورة اتخاذ الدولة اللبنانية لإجراءات عاجلة لإحصاء الوافدين وتنظيم دخولهم، مشيراً إلى الدروس المستفادة من التجارب السابقة في التعامل مع قضايا النزوح. وذكر أنه إذا استمر الوضع على ما هو عليه، فمن المتوقع وصول مليون نازح سوري جديد إلى لبنان، لينضموا إلى الملايين الذين سبق أن نزحوا في السنوات الماضية.

وأضاف عطية أن منطقة عكار، التي تُعتبر واحدة من أكثر المناطق تأثراً بالنزوح، استوعبت مؤخراً نحو ألفي نازح آخرين في منطقة جبل محسن بطرابلس، وقد أبلغ عطية نائب رئيس الحكومة طارق متري بضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة للتعامل مع هذه الأزمة المتنامية.

الدور الدولي في الأزمة

على الرغم من التزايد الكبير في أعداد النازحين، فإن مفوضية اللاجئين لم تتخذ أي خطوات لإحصاء الداخلين حديثاً أو تقديم المساعدات اللازمة لهم. وعبّر العميد المتقاعد جورج نادر، من منطقة عكار، عن استياءه من الوضع، مبدياً مخاوفه من تفاقم أزمة اللجوء حيث قال: “كلما اهتز الاستقرار في سوريا، يتوافد مئات الآلاف إلى لبنان”.

وتساءل نادر حول قدرة لبنان على استيعاب مليون نازح جديد، معتبراً أن هذا الوضع سيؤدي إلى تفوق عدد اللاجئين على العدد الإجمالي للمواطنين اللبنانيين. وشدد على ضرورة أن تتولى الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية مسؤولياتهما لضمان عدم تحمل لبنان لوحده للأعباء الناتجة عن النزوح.

البيانات والحقائق المتعلقة بالنازحين

تشير البيانات الرسمية اللبنانية إلى أن عدد النازحين السوريين يتجاوز المليونين، رغم تسجيل عودة نحو 300 ألف منهم بعد سقوط نظام بشار الأسد. ومع ذلك، عاد الآلاف مجدداً إلى لبنان بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة في سوريا.

وفي سياق الجهود المبذولة لملف العودة، حاول رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي أثناء زيارته إلى دمشق في يناير الماضي، دفع الأمور قدماً، لكنه لم يحقق أي تقدم يذكر. كما تم بحث هذا الملف مع رئيس الجمهورية اللبناني العماد جوزيف عون، والاتفاق على ضرورة ضبط الحدود بين البلدين من خلال لجان مشتركة تُشكل بعد تشكيل الحكومة السورية الجديدة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك