أعلنت حركة «حماس» اليوم عن افساح المجال لدفعة جديدة من الأسرى الإسرائيليين لديها، حيث أكدت مصادر مطلعة من الحركة أن قيادياً بارزاً أسهم بشكل كبير في المفاوضات التي أدت إلى إبرام صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
الوسيط الأساسي
المصادر أكدت أن القيادي نزار عوض الله كان بمثابة “كلمة السر الخفية” خلال هذه المفاوضات التي جرت بعيداً عن الأضواء، عشية بدء المرحلة الثانية من الاتفاق مع إسرائيل.
بينما كان خليل الحية، رئيس حركة «حماس» في القطاع، الوجه الظاهر لفريق المفاوضات، تشير معلومات إلى أنه لم يكن سوى واجهة إعلامية. ولم تعلن الحركة عن أسماء جميع الأعضاء في فريقها المفاوض، مما أثار تساؤلات حول كيفية إدارتها للمفاوضات.
تشير المصادر إلى أن المفاوضات كانت تتم تحت إشراف فريق قيادي من الحركة، حيث كانت القرارات تُتخذ بشكل جماعي، مع الأخذ بعين الاعتبار مشاورات مع قيادات الحركة داخلياً وخارجياً.
دور نزار عوض الله
توضح المصادر أن عوض الله كان شخصية محورية في سير المفاوضات، حيث لعب دوراً حاسماً في العديد من القضايا المصيرية. وكان دائم التدقيق في النصوص المقدمة من الاحتلال الإسرائيلي أو الولايات المتحدة أو الوسطاء، لضمان دقة الردود من قبل الحركة.
كما أضافت المصادر أن عوض الله استخدم قدراته لتسليط الضوء على نقاط قد يغفلها الآخرون، وكان يسعى دائمة لتفادي الأخطاء التي قد تؤثر على مسار الاتفاق.
الغياب والمشاركة
على الرغم من دوره الحيوي، لم يكن عوض الله مشاركاً بشكل دائم في اللقاءات مع الوسطاء، حيث فضل أن يتمتع بدور خلف الكواليس. فهو حالياً متواجد خارج قطاع غزة.
قبل اغتيال القيادي إسماعيل هنية في طهران العام الماضي، كان عوض الله يشارك في اجتماعات مع الهنية لدراسة المقترحات المطروحة وتطويرها. ومع تزايد الأوضاع، أصبح له دور أكبر في اتخاذ القرارات المتعلقة بالمفاوضات.
تاريخ عوض الله
تاريخ نزار عوض الله مع «حماس» ليس بالجديد، حيث كان له دور رئيسي في العديد من محطات المفاوضات، بما في ذلك صفقة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2006، حيث أشاد به حينها كـ “مهندس الصفقة”.
ويظهر التاريخ السياسي لعوض الله امتداداً إلى دور رائع في محادثات المصالحة الوطنية مع حركة «فتح»، حيث أدار المكتب السياسي للحركة في ظل ظروف معقدة.
الشخصية الهادئة
قاد عوض الله بأسلوب هادئ، وهو معروف بتفضيله الابتعاد عن الأضواء الإعلامية. ورغم تأثيره الكبير، فقد كان يتجنب الظهور العلني، مما جعله شخصية غير مألوفة حتى لأولئك العاملين في المجال الأمني.
يعتبر عوض الله من جيل المؤسسين للحركة، وقد عاصر العديد من قادتها التاريخيين مثل الشيخ أحمد ياسين. والجدير بالذكر أنه تعرض لضغوط وعقوبات إثر دوره في قيادة الجناح العسكري للحركة.
كما فقد عوض الله نجله الأكبر خلال غارات عسكرية إسرائيلية في غزة، مما يضيف بعداً إنسانياً لتاريخه السياسي.