مع تصاعد التوترات وتوقف مفاوضات الهدنة في غزة، تتجه الأنظار نحو خيار إسرائيلي قديم جديد: إعادة احتلال قطاع غزة، بشكل تدريجي أو كامل. يأتي هذا الخيار المطروح بعد انسحاب أميركي إسرائيلي للتشاور، واشتراط حركة حماس إنهاء الأزمة الإنسانية في القطاع قبل العودة إلى المحادثات.
خيارات الوسطاء
في ظل هذا الانسداد السياسي والإنساني، يرى خبراء أن خيارات الوسطاء باتت محدودة للغاية. الاحتمالات تتراوح بين استمرار الجمود إلى حين إحساس إسرائيل بتداعيات هذا السيناريو، أو التحرك عبر اتصالات مكثفة لكبح أي تصعيد والعودة إلى طاولة الحوار.
اجتماع “الكابينت”
من المقرر أن يجتمع المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية “الكابينت” برئاسة بنيامين نتنياهو، لبحث خطة الاحتلال، وسط خلافات داخلية وتوقف المفاوضات التي تسعى إلى هدنة ثالثة بعد هُدنتين سابقتين.
خلافات داخلية
ذكرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن نتنياهو يمضي في هذه الخطة عكس التيار، ويضحي بأرواح الرهائن والجنود في غزة. ونقلت الصحيفة عن مسؤول حكومي قوله إن التلويح باحتلال غزة بالكامل قد يكون مجرد تكتيك للضغط.
معارضة بالجيش
بينما يزعم الجيش الإسرائيلي سيطرته على 75% من غزة، أفادت مصادر لرويترز بمعارضة رئيس الأركان الإسرائيلي، إيال زامير، لاقتراح نتنياهو باحتلال القطاع بالكامل، وذلك خلال اجتماع شهد توتراً.
الضوء الأخضر الأميركي
تضاربت الأنباء بشأن الموقف الأميركي، ففي حين صرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه ليس على علم بالخطط الإسرائيلية، نقلت “يديعوت أحرونوت” عن وجود ضوء أخضر أميركي للمضي قدماً في احتلال القطاع.
“انتحار سياسي”
السفير محمد العرابي، رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية، يرى أن إقرار نتنياهو لتلك الخطة سيكون بمثابة انتحار سياسي، مشيراً إلى أن هذا القرار يفتقر إلى العقلانية ومرتبط بحسابات سياسية وشخصية.
جهود مصرية
العرابي يعتقد أن خيارات الوسطاء محدودة، وأنهم سيتمهلون في التحرك حتى يستشعر نتنياهو حجم الخسائر التي يتكبدها. بينما يرى السفير بركات الفرا أن خطة الاحتلال مجرد محاولة للضغط على حماس، مؤكداً أن مصر تسعى لوقف الحرب المدمرة.
لهجة مصرية حادة
في ظل هذا الجمود، شهدت مصر لهجة حادة ضد إسرائيل، ووصفت ما ترتكبه في غزة بأنه “إبادة ممنهجة وتجويع”، مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقف الحرب.
تصريحات السيسي
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أكد أن الحرب على غزة أصبحت بهدف “التجويع والإبادة وتصفية القضية الفلسطينية”، مشدداً على أن الدولة المصرية تواصل العمل من أجل وقف الحرب وإيصال المساعدات.
دور مصر المحوري
وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، أكد أهمية التدخل الفوري للمجتمع الدولي لوقف التجويع والسياسات الممنهجة للإبادة في غزة. ويرى العرابي أن تغير اللهجة السياسية الرسمية بمصر تجاه إسرائيل يعبر عن غضب مصر من إطالة الأزمة.
رسائل واضحة
السفير بركات الفرا يرى أن مصر ترسل رسائل واضحة للجميع، لا سيما إسرائيل، للتوقف عن أي تأخير في مسار عملية التهدئة، مؤكداً أن الموقف المصري قادر على إعادة المسار للمفاوضات.