مع اقتراب انعقاد مؤتمر الحوار الوطني في سوريا، يترقب المهتمون بالمشهد السوري المزيد من التفاصيل حول هذا الحدث المهم. يُعتبر المؤتمر خطوة محتملة نحو تشكيل إدارة جديدة تحت قيادة أحمد الشرع، وبدءًا من تشكيل لجنة تحضيرية ودعوات لتوجيهها، تثار تساؤلات حول المعايير المتبعة لتحديد المدعوين وتوقعات التوقيت.
أهداف المؤتمر
في سياق هذا ، أكد منسق عام اللجنة التحضيرية، الدكتور مؤيد غزلان قبلاوي، في تصريحات صحفية مع “الشرق الأوسط”، أن الدعوات ستوجه للشخصيات بناءً على تاريخها النضالي ونشاطها في القضية السورية. وأوضح أن التركيز سيكون على تشكيل فئات تمثل المجتمع السوري، مثل الشباب والنساء، والمنشقين والمعتقلين.
وأضاف قبلاوي: “حددنا حتى الآن حوالي 15 فئة يمكن أن تصل إلى عشرين فئة”. وأبرز أن أهمية المؤتمر تكمن في تسهيل مساحة التفاهم والتواصل بين الأطياف المختلفة للمجتمع. من الضروري تكوين عرى تواصل جديدة، خاصة بعد عقود من القمع والتهميش السياسي.
تشكيلات الداخل والخارج
وأشار قبلاوي إلى أن المؤتمر لن يتيح الفرصة لدعوة المكونات السياسية التي تشكلت في الخارج، لافتًا إلى أن تلك الكيانات لا تعكس الواقع السياسي للداخل. وأكد أن مكونات مثل “إعلان دمشق” و”الائتلاف الوطني” عانت من انقسامات داخلية وفئوية تاريخية، ما أثر على شرعيتها بين السوريين.
وشدد على أن المؤتمر يجب أن يمثل القوى التي لم تُمنح فرصة لتمثيل نفسها سياسيًا، حيث يبقى الداخل هو الأهم. كما أشار إلى ضرورة أن تُعبر الشخصيات المدعوة عن المطالب الحقيقية للمجتمع السوري، دون الانزلاق إلى محاصصة سياسية.
دعوات لأفراد وليس كيانات
بدوره، أكد قبلاوي أن الدعوات ستوجه لأفراد وليس لأي كيانات سياسية قائمة. ولفت إلى أن بعض الشخصيات من الائتلاف قد تكون مُدعوة كأفراد. كما أشار إلى أن هناك خلطًا بين فصائل الداخل وبين الأحزاب القائمة بصورة منفصلة، وهو ما يثير تحديات في توجيه الدعوات المناسبة.
كما أكد أنه عند تشكيل الكيانات السياسية، كانت التصريحات تشير إلى احتمالية حل تلك الكيانات عقب انتصار الثورة. وأوضح أن العديد منها الآن خارج السياق الفعلي والتوقيت لأحداث ما بعد الأسد.
مواضيع النقاش
وفيما يتعلق بالشخصيات العسكرية التي انشقت عن النظام، أكد قبلاوي أنهم سيعتبرون جزءًا من وزارة الدفاع عند تنفيذ المرحلة الجديدة من الحكومة. وأكد أن الأمر يتطلب تحضيرات لوجيستية لضمان انضمامهم بشكل مناسب مع تطورات الأمور على الأرض.
وشرح أيضًا أن معايير اختيار الفئات المختلفة للدعوات ستتضمن التنوع الإثني والعرقي والسماح بمساحة للتعبير عن القوة الثورية والسياسية للمجتمع.
شكل الحكومة المستقبلية
وجاءت الأسئلة أيضًا بشأن ما إذا كان المؤتمر سيحدد شكل الحكومة القادمة. إذ أكد قبلاوي أن المؤتمر ليس هيئة تشريعية ولن يعلن نظام الحكم، بل سيتناول المقترحات حوله.
وسيتشكل مناقشات حول إعداد نظام للحكم، مع أهمية سد الفراغ الدستوري بإقامة لجنة مختصة لذلك، مما يعكس أهمية وجود رؤية واضحة لمستقبل سوريا.
توقيت المؤتمر
أخيرًا، أوضح قبلاوي أن اللجنة التحضيرية ستبدأ عملها في الفترة التالية لتلقي الموافقات اللازمة، مشيرًا إلى أن العملية قد تحتاج إلى أسابيع من التواصل مع الشخصيات المدعوة. كما أكد أن اللجنة تهدف لتسهيل الإجراءات والدعوات، وليس لتحديد معايير محددة لها.
وأكد أن منظمات المجتمع المدني والنقابات ستلعب دوراً في الترشيحات، مما يعزز من تمثيل المجتمع في المؤتمر.
معايير اختيار الأعضاء
ردًا على أسئلة حول معايير اختيار أعضاء اللجنة التحضيرية، ذكر قبلاوي أن اختيار الأعضاء يعتمد على معرفتهم بالسياق السياسي والقدرة على التواصل مع الأطياف المختلفة. وحدد أن العضو يجب أن يكون معروفًا بنشاطاته وثقافته السياسية بين السوريين، سواء في الداخل أو الخارج.