في خطوة تعكس تعزيز التعاون العسكري، اختتمت فعاليات التدريب البحري المشترك المصري التركي “بحر الصداقة – 2025” في المياه الإقليمية التركية. المناورات تهدف لتوحيد المفاهيم العملياتية، ما أثار ردود فعل إقليمية متباينة وقلق إسرائيلي.
أهداف التدريب المشترك
التدريب البحري المشترك يسعى لتعظيم الاستفادة من القدرات الثنائية وتبادل الخبرات في تأمين مسارح العمليات البحرية ضد التهديدات المختلفة. تضمن التدريب ورش عمل لتوحيد المفاهيم العملياتية بين العناصر المشاركة من البلدين.
شملت التدريبات رمايات بالأسلحة المختلفة للقوات الخاصة، وتبادل الطائرات الهليكوبتر على أسطح القطع البحرية، بالإضافة إلى أعمال حق الزيارة والتفتيش للسفن المشتبه بها. كما تضمنت أعمال الإمداد في البحر لتعزيز القدرات اللوجستية.
قلق إسرائيلي متزايد
تزامن انطلاق التدريبات مع تصعيد إعلامي وتوترات مع مصر وتركيا خلال الأشهر الماضية، مما أثار قلق الأوساط الإسرائيلية. التعاون العسكري بين مصر وتركيا يشير إلى تحول محتمل في العلاقات الإقليمية والتعاون الأمني.
صحيفة «معاريف» العبرية أشارت إلى أن هذه الخطوة تندرج ضمن محاولات تركيا لترسيخ مكانتها كلاعب مركزي في الشرق الأوسط. بالتزامن مع ذلك، كشف موقع «ميدل إيست آي» عن تسليم إسرائيل شحنة ثالثة من منظومة دفاع جوي متقدمة إلى قبرص.
دور الوساطة المصرية
خبراء أكدوا أن المناورات لن تؤثر في العلاقات المصرية مع قبرص واليونان، مع إمكانية لعب دور الوساطة مع أنقرة مستقبلاً. وزارة الدفاع التركية أكدت أن المناورات مع مصر لا تستهدف أي دولة ثالثة، وأن أنقرة تسعى لجعل المتوسط “بحراً للسلام”.
تعزيز التعاون العسكري
المتحدث العسكري المصري أكد أن التدريب يعزز أوجه التعاون العسكري والقدرة على العمل المشترك بين القوات المسلحة ونظائرها من الدول الشقيقة والصديقة. مصر تحرص على أن تكون تدريباتها العسكرية مع الدول الصديقة غير موجهة لأحد.
أهداف التأمين المشتركة
المناورات تصنع قدراً من التنسيق بين القوات المسلحة المصرية والتركية بشأن أهداف التأمين الحيوية المرتبطة بالدولتين. يمكن أن تتضمن عمليات مشتركة ضد الإرهاب أو عمليات بحث وإنقاذ أو تأمين أنشطة الغاز في شرق المتوسط.
مخاطر إسرائيل الكبرى
مصطلح «إسرائيل الكبرى» الذي استخدمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يهدد مصالح كل من القاهرة وأنقرة. هاكان فيدان وزير الخارجية التركي قال إن إسرائيل تسعى لإنشاء ما يسمى «إسرائيل الكبرى» عبر التوسع على حساب دول المنطقة.
تعزيز التفاهمات الإقليمية
المناورات مع تركيا تعزز التعاون الاستراتيجي بين البلدين بعد التنسيق الأمني والاستخباراتي والتعاون في الصناعات الدفاعية. هذا يدعم التفاهم حول ملفات مثل الوضع في ليبيا وتأمين شرق المتوسط والحدود البحرية.
مواجهة الأطماع التوسعية
القلق الإسرائيلي من المناورات يتعلق بمخاوفها من عرقلة أطماعها التوسعية. الدول العربية والإسلامية أدركت الخطر الداهم عليها بعد الحرب على إيران واستهداف الدوحة، مما يستدعي تنسيق الجهود.
القلق اليوناني القبرصي قائم بسبب الخلافات مع تركيا، وهو ما ستعمل مصر على معالجته من خلال لعب دور الوسيط. تطوير العلاقات مع تركيا لا يستهدف أثينا أو نيقوسيا، بل يهدف إلى صد مساعي تغيير موازين القوى لصالح إسرائيل.


