الأحد 16 مارس 2025
spot_img

مناصرو حزب الله يحيون ذكرى نصر الله في بيروت

تدفق الآلاف من أنصار حزب الله منذ صباح الأحد إلى جنوب بيروت، للمشاركة في مراسم تشييع الأمين العام السابق للحزب حسن نصر الله، بعد خمسة أشهر من مقتله في غارات إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية. وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية بأن هذا التشييع شهد حضوراً جماهيرياً واسعاً.

توفي نصر الله، البالغ من العمر 64 عاماً، جراء ضربة إسرائيلية استهدفت مقرّه الواقع تحت الأرض في منطقة حارة حريك في 27 سبتمبر 2024، مُستخدمةً أطناناً من المتفجرات.

احتشاد المناصرين

اكتظت مدينة كميل شمعون الرياضية بتحضيرات ضخمة، حيث حضر عشرات الآلاف من أنصار الحزب الذين كانوا يرتدون الملابس السوداء، حاملين صور نصر الله ورايات الحزب ذات اللون الأصفر. وتجاوز عدد المتواجدين في المدرجات التي تحتوي على 55 ألف مقعد، وفق تقديرات المنظمين، تمامًا.

في سائر الملعب، تم وضع أكثر من عشرين ألف كرسي إضافي، لكن الجزء الأكبر منها أُبقي للمسؤولين وقادة الحزب، إضافة إلى الوفود الخارجية، وكان من بينهم رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف ووزير الخارجية عباس عراقجي اللذان وصلا صباحاً إلى بيروت.

تخصيص مقاعد للرجال والنساء

خصص المنظمون 35 ألف مقعد للرجال و25 ألف مقعد للنساء في الساحات الخارجية، حيث امتلأت هذه الأماكن تدريجيًا بمناصري الحزب.

كما تم تعليق صور عملاقة لنصر الله والقيادي البارز في الحزب هاشم صفي الدين داخل المدينة الرياضية، حيث اُعلن أن صفي الدين تم انتخابه خلفًا لنصر الله قبل مقتل الأخير في الضربة الإسرائيلية.

وقائع إضافية

وفي السياق ذاته، علق الجيش الإسرائيلي على التشييع قائلاً إن “اليوم أصبح العالم أفضل”. وقد بدأت مراسم تشييع نصر الله في الساعة الواحدة ظهراً (11:00 ت غ) في مدينة كميل شمعون الرياضية.

وبعد انتهاء المراسم، سيُشيع المشاركون جثمان نصر الله إلى موقع دفنه الجديد، بينما سيتم نقل جثمان صفي الدين إلى جنوب لبنان للدفن في بلدته دير قانون النهر يوم الاثنين.

غارات إسرائيلية مسبقة

قبل المراسم، قامت إسرائيل بشن غارات عدة على جنوب لبنان، حيث أسفرت عن إصابة فتاة. وأكدت أن الغارات استهدفت مواقع عسكرية لحزب الله، إلى جانب محاولة استهداف معابر لتهريب الأسلحة.

هذا التشييع يُعد أول حدث جماهيري لحزب الله منذ انتهاء المواجهات المفتوحة مع إسرائيل في نوفمبر 2023، والتي أدت إلى تراجع نفوذ الحزب السياسي والعسكري.

دعوات للمشاركة

وقد دعا الأمين العام للحزب نعيم قاسم مناصري الحزب للمشاركة الواسعة في المراسم، مؤكدًا على أهمية تحويلها إلى تصوير لتأييد الحزب وقيمه. وتم دفن نصر الله، بعد انتشال جثته، في مكان سري مؤقت جراء الظروف الأمنية.

وقامت اللجنة المنظمة بإعلان مشاركة شخصيات رسمية ووفود من نحو 79 دولة، من بينهم مسؤولون رفيعون من إيران ودول أخرى.

تعزيز الإجراءات الأمنية

تُجرى المراسم تحت تدابير أمنية مشددة، مع تكثيف وجود عناصر الحزب والأجهزة الأمنية اللبنانية. كما تم تعليق الرحلات الجوية في مطار بيروت أثناء فترة المراسم.

تم تجهيز طرق الوصول بمراكز صحية ومحطات إنقاذ، مع توجيهات للمنظمين بعدم إطلاق النار في الهواء حفاظًا على السلامة.

ذكريات وصدى الفقد

حظي نصر الله بمكانة مرموقة بعد انسحاب إسرائيل من لبنان عام 2000، إلا أن شعبيته تراجعت بعد تدخله في النزاع السوري. أبدت مريم شوربا، أحد مناصريه، شعورها بالفقد قائلة: “هذا يوم صعب، فالسيد عزيز علينا جدا ومهما فعلنا لا نوفيه حقه”.

يستمر الجدل حول دور حزب الله في الحياة السياسية اللبنانية، حيث يعتبره البعض “دولة داخل الدولة”.

اقرأ أيضا

اخترنا لك