الخميس 27 مارس 2025
spot_img

مقاتلة سو-57 الروسية تتوقف في إيران بسبب بشار الأسد

أثارت هبوط طائرة مقاتلة روسية من طراز Su-57 في قاعدة بندر عباس الجوية الإيرانية تساؤلات واهتمامًا في الأوساط العسكرية والطيران، بعد أن تم الإبلاغ عن هذه الخطوة غير المتوقعة مؤخرًا.

هبوط مثير للجدل

تشير مصادر من حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي الإيرانية إلى أن الطائرة المتقدمة هبطت في قاعدة القوات الجوية التكتيكية التاسعة أثناء عودتها إلى روسيا من معرض Aero India 2025 الذي أقيم في بنغالور.

وفقًا لهذه التقارير، كان الهبوط قصيرًا، استغرقت الوقت اللازم للتزود بالوقود قبل مواصلة الرحلة إلى الوطن. ويعكس هذا الهبوط احتياجات التشغيل للطائرة، نظرًا للمسافة الشاسعة بين الهند وروسيا، والتي تزيد على 4000 كيلومتر حسب مسار الرحلة.

رابطة استراتيجية

يتميز طراز Su-57 بمدى دون صوت يصل إلى حوالي 3500 كيلومتر مع خزانات الوقود الداخلية، مما يستدعي التوقف للتزود بالوقود، خاصة بعد حدث دولي بارز. وتشكل قاعدة بندر عباس، القريبة من الخليج العربي، خيارًا ملائمًا للتوقف، خصوصًا في ظل تطور العلاقات العسكرية بين موسكو وطهران.

أشار مراقبون عسكريون إيرانيون إلى أن هذه هي المرة الأولى المعروفة التي تهبط فيها طائرة من طراز Su-57 في بلادهم، مما يمثل تحولًا ملحوظًا عن الممارسات السابقة.

تحول في الوجهة

عادة ما كانت الطائرات الروسية مثل هذه تتوقف للتزود بالوقود في قاعدة حميميم في سوريا، التي كانت نقطة توقف موثوقة للقوات الجوية الروسية في الرحلات الطويلة. ومع انهيار نظام بشار الأسد، لم تعد حميميم خيارًا قابلاً للتطبيق، مما أجبر روسيا على إعادة توجيه رحلاتها عبر إيران بدلًا من ذلك.

لم يحل هذا الاتجاه مشكلة لوجستية فحسب، بل منح طهران فرصة نادرة لرؤية الطائرة المقاتلة المتطورة عن كثب، وهو ما لم يمر دون أن يُلاحظ في ضوء المداولات الجارية بشأن بيع الأسلحة الروسية لإيران.

غياب التأكيد الرسمي

على الرغم من عدم وجود تأكيد رسمي من السلطات الروسية أو الإيرانية، فإن عدم وجود نفي يوحي بأن هذه الخطوة كانت تحركًا روتينيًا فرضته الضرورة بدلاً من كونه عرضًا جيوسياسيًا.

ومع ذلك، فإن وجود مثل هذه الطائرة الروسية المتطورة في إيران، حتى لو لفترة قصيرة، يثير التساؤلات، خاصة مع تقارير عن صفقات لتوريد مقاتلات Su-35 التي لا تزال قيد التفاوض.

تحليل الأداء

تتمحور الرواية حول حرص الرحلات الطويلة، والانقطاع المفاجئ في المحطة المعتادة، ثم التوقف السريع للتزود بالوقود في قاعدة صديقة، إلا أن الاعتماد على منشورات إيرانية غير رسمية يترك مجالًا للتشكيك حتى تتوافر أدلة أكثر موثوقية.

في سياق متصل، كان ظهور Su-57 في معرض Aero India 2025 عنصرًا رئيسيًا في جهود روسيا لاستعراض قدراتها في مجال الطيران. واحتضن المعرض في منتصف فبراير فعاليات بمطار يلهانكا، جذب انتباهًا عالميًا حيث عرض المصنعون والجيوش أحدث معداتهم العسكرية.

عرض عسكري دقيق

قامت شركة الطائرات المتحدة الروسية بإدراج Su-57 في المعرض كجزء من استراتيجيتها لجذب المشترين، مستهدفة على وجه الخصوص السوق الهندية، التي لطالما كانت مشتريًا للأسلحة الروسية.

تميزت الطائرة بعروض جوية، حيث أظهرت تصميمها الانسيابي وقدرتها على المناورة بشكل رائع في سماء كارناتاكا. وأشار محللون في الصناعة إلى أن موسكو تهدف من هذا العرض إلى جذب اهتمام التصدير، مستهدفة الهند كمشتري محتمل.

مزايا الطائرة المتقدمة

تمثل Su-57 أكثر القفزات طموحًا للأمام في مجال القتال الجوي الحديث لروسيا، حيث تم تصميمها لتتنافس مع أفضل الطائرات الغربية. يقاس طول الطائرة بـ 20.8 مترًا وبجناح يمتد إلى 14.1 مترًا، وهي مزودة بمحركين من طراز Saturn AL-41F1، مما يُمكنها من الوصول إلى سرعة تفوق السرعة الصوتية.

تشمل ميزات الطائرة القدرات على stealth و supercruise ونظام دمج المستشعرات، مما يسمح لها بالإفلات من الأنظمة الدفاعية المعقدة. إضافة إلى ذلك، تحتوي الطائرة على مجموعة من الأسلحة القابلة للتحمل، مما يعزز وحدتها القتالية في مختلف الظروف.

التحديات المستقبلية

على الرغم من ذلك، يبقى سجل Su-57 القتالي غير واضح تمامًا، فمعظم المعلومات تتعلق بدورها المحتمل في الحرب الأوكرانية. تمت الإشارة أول مرة إلى استخدامها في فبراير 2018، مع طروحات تتعلق بضربات فوق سوريا، لكن الطبقات الفعلية للنزاع جاءت بعد الغزو الروسي في فبراير 2022.

لم تتجاوز التقديرات عن عدد الطائرات الموجودة والجاهزية القتالية لها العشرات بحلول عام 2022، مما يحد من استخدامها في مهام عالية الأولوية دون الدخول في معارك مباشرة. ومع ذلك، فإن التحركات نحو زيادة الإنتاج تشير إلى مستقبل مشرق لهذه الطائرة، سواء محليًا أو في الأسواق الدولية.

اقرأ أيضا

اخترنا لك