الثلاثاء 11 فبراير 2025
spot_img

مفاوضات غزة على المحك وسط عراقيل محتملة

أُرجئت المفاوضات الخاصة بالجولة الثانية من “هدنة غزة”، التي كانت مرتقبة يوم الاثنين، إثر قرار رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، بتأجيل إرسال وفد بلاده إلى الدوحة. الأمر الذي أثار تساؤلات حول مصير هذه الجولة في ظل عدم إدخال المساعدات، خاصة المتعلقة بالإيواء، وذلك بعد مطالبات الوسطاء بضرورة عدم التراخي والانخراط الفوري.

حالة من القلق

تشير التحليلات إلى مخاوف من حدوث “عراقيل” تهدد هذه الجولة، حيث يرتبط هذا بالزيارة التي يجريها نتنياهو إلى البيت الأبيض للقاء الرئيس دونالد ترمب. وتُعتبر هذه الساعة “حاسمة” لمستقبل الاتفاق برمته، حسبما أكد خبراء. ويشير البعض إلى أن المرحلة الثانية قد تواجه تحديات حال عدم انصياع إسرائيل للضغوط الأمريكية والدولية.

كانت المرحلة الأولى قد بدأت في 19 يناير الماضي، وهي مستمرة لمدة 42 يوماً، بينما يتوقع أن تشمل المرحلة الثانية إعادة جميع الرهائن الأحياء المتبقين والجنود الذكور، وذلك مقابل عدد غير محدد من السجناء الفلسطينيين، بالإضافة إلى انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من القطاع قبل الانتقال إلى مرحلة إعادة الإعمار.

التزام الدول

خلال مؤتمر صحافي، أكد رئيس وزراء قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، على “أهمية التزام جميع الأطراف بتنفيذ كافة بنود اتفاق الهدنة والانخراط الفوري في المفاوضات”. وعبر عن عدم وضوح الجدول الزمني لبداية الجولة الثانية. وتأتي هذه التصريحات في وقت يشير فيه موقع “تايمز أوف إسرائيل” إلى أن مصير المرحلة الثانية بات مرهوناً بخطوات نتنياهو عقب عودته من الولايات المتحدة.

كما أشار مكتب نتنياهو إلى أنه سيلتقي المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، لبدء محادثات حول المرحلة الثانية، فيما سيجمعه اللقاء مع ترمب في البيت الأبيض بعد ذلك.

تحديات متزايدة

يعتقد الخبراء أن العوامل التي قد تعيق تقدم المفاوضات تزداد، خصوصاً في ظل مخاوف نتنياهو من فقدان ائتلافه الحكومي، بعد تهديد وزير المالية الإسرائيلي بالاستقالة إذا تم استكمال المرحلة الثانية. وينبغي الانتباه لمؤشرات المساومة التي قد تظهر في سياق هذه المفاوضات.

وفي معرض تعليقه، قال المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، إن المخاوف تتزايد بخصوص عرقلة مفاوضات الجولة الثانية، مرجعاً ذلك إلى تأجيل الوفد الإسرائيلي. وحتى مع ذلك، يُتوقع أن تستمر المفاوضات رغم إمكانية وقوع ضغوطات وتلكؤ إسرائيلي.

تأملات متعددة

وفقا للمحلل إبراهيم المدهون، فإن الإلتزام الإسرائيلي الكامل بالمرحلة الأولى، خاصة ما يتعلق بإدخال المساعدات، يعد إحدى العقبات الأساسية التي تواجه الانتقال إلى المرحلة الثانية. ويتوقع أن يكون وقف التعطيل الإسرائيلي محوراً رئيسياً لضمان تنفيذ الاتفاق بشكل فعّال.

غادر نتنياهو مطار بن غوريون في رحلة إلى الولايات المتحدة، مؤكداً أنه سيعمل مع ترمب للحصول على دعم للمخطط الجديد للمنطقة. وفي هذا السياق، يرى الخبراء أن مستقبل اتفاق الهدنة يعتمد على نتائج لقاءاته مع المسؤولين الأميركيين.

رؤية مستقبلية

يميل الدكتور سعيد عكاشة إلى الاعتقاد بأن ترمب قد يحث نتنياهو على استكمال المرحلة الثانية، وذلك لامتلاكها أهمية استراتيجية. لكن هذه الخطوة قد تترافق مع ضغوط أميركية لتنفيذ خطط غير مقبولة عربياً بشأن تهجير الفلسطينيين.

على الجانب الآخر، يؤكد المدهون أن حرص حماس والمقاومة الفلسطينية على إنجاح الاتفاق، بالإضافة إلى دعم إقليمي يتطلع إلى إنهاء النزاع، قد يسهم في تجاوز العقبات رغم التحديات الموجودة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك