الأحد 22 يونيو 2025
spot_img

مفاوضات المرحلة الثانية في غزة تواجه تعثرًا شديدًا

تستعد المفاوضات الخاصة بالمرحلة الثانية من اتفاق الهدنة في قطاع غزة لانطلاقها وسط تعقيدات تأخرت كثيراً، مع تقارير أمريكية تفيد بأن إسرائيل سترسل وفداً للمشاركة في تلك المفاوضات، رغم عدم توضيح صلاحياته أو أجندته. ومن المتوقع أن يؤجل المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، زيارته إلى إسرائيل، حيث أُعيد تحديد موعدها إلى الأحد المقبل.

تأجيل الزيارة وتأثيرها

أفاد خبراء ومحللون تحدثوا لـ”الشرق الأوسط» أن تأجيل زيارة ويتكوف يُعتبر مؤشراً سلبياً، خاصة مع تأخر المفاوضات. وتترقب الساحة السياسية ما ستسفر عنه الزيارة المرتقبة، إذ ستحدد شكل استراتيجية اتفاق الهدنة، سواء بتمديد المرحلة الأولى التي تنتهي السبت أو الانتقال إلى المرحلة الثانية.

وتعكس الآراء وجود ضغوط أمريكية على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لتسريع خطوات الاتفاق، في ظل مخاوف من استمرار المفاوضات دون نتائج واضحة خلال شهر رمضان، مما قد يهدد استقرار حكومته.

صلاحيات الوفد الإسرائيلي

تجدر الإشارة إلى أن المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة، التي جرى التوصّل إليها عبر وسطاء مثل مصر وقطر والولايات المتحدة في 19 يناير، ستنتهي في الأول من مارس. كما لم يُحدّد موعد بدء المرحلة الثانية التي كان من المزمع انطلاقها في الثالث من فبراير، والتي تتضمن الانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع.

خلال فعالية نظّمتها «اللجنة اليهودية الأميركية»، أكد ويتكوف أنه «سيجري التقدم بشكل كبير». وأضاف أن فريقاً إسرائيلياً يتوجه للمفاوضات مع مختلف الأطراف، بما في ذلك الدوحة والقاهرة، بهدف تحقيق تقدم في المرحلة الثانية والإفراج عن المزيد من الرهائن.

وعد بالإفراج عن المحتجزين

كما ذكرت حركة «حماس» أن أي مقترحات جديدة بشأن المرحلة الثانية لم تُعرَض على الحركة حتى الآن، رغم استعدادها التام للمضي قدماً في الاتفاق. وأوضح الناطق باسم الحركة، عبد اللطيف القانوع، أنه سيجري الإفراج عن الدفعة السابعة من الأسرى بالتزامن مع تسليم الجثث للجانب الإسرائيلي.

من جهة أخرى، تواصل إسرائيل مناقشاتها حول تمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار التي استمرت 42 يوماً، في ظل سعيها لاستعادة الرهائن المتبقين، والذين يقدّر عددهم بـ63 رهينة، دون تحديد واضح لمستقبل الوضع في القطاع في الوقت الحالي.

ضغوط ومخاوف مستمرة

وفي تحليل ساهم به عضو مجلس الشؤون الخارجية المصرية، السفير محمد حجازي، أشار إلى أن تأجيل زيارة ويتكوف يُعتَبر رسالة ضغط على إسرائيل لإنهاء التعثر بشأن تسليم الأسرى. وأكد أن المبعوث الأمريكي سيحدد مستقبلاً استراتيجياً حول المفاوضات ووجهتها المقبلة.

وفي السياق ذاته، تحدث المحلل السياسي الأردني، صلاح العبادي، مشيراً إلى أن تأجيل الزيارة سيؤثر سلبياً على المفاوضات، ويعبر عن رغبة نتنياهو في الدفع نحو تمديد المرحلة الأولى. وينذر ذلك بإمكانية استمرار المحادثات بدون نتائج ملموسة خلال شهر رمضان.

جهود مصرية مستمرة

تستمر الجهود المصرية لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار، حيث أكد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، خلال اتصال مع الممثلة العليا للشؤون الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، التزام مصر بدعم خطة التعافي المبكر وإعادة الإعمار في غزة.

بينما يُتوقع أن تُظهر القمة العربية الطارئة التي تدعو إليها مصر في الرابع من مارس مدى الدعم العربي لحل الأزمة، أكد حجازي أن مصر ستسعى للحصول على دعم دولي للمضي قدماً في هذا الاتجاه.

وعلى الصعيد ذاته، برزت آراء تشير إلى أن أي محاولات إسرائيلية للتعطيل ستواجه ضغوطاً أمريكية متزايدة، مما قد يسهل عمليات الإفراج عن المحتجزين واستمرار مساعي الهدنة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك