الأحد 16 فبراير 2025
spot_img

مفاوضات بين الجزائر والاتحاد الأوروبي لتعديل اتفاق الشراكة

بدأت الجزائر والاتحاد الأوروبي جولة جديدة من المفاوضات بشأن “اتفاق الشراكة” الذي يربط بين الجانبين منذ عام 2005، استجابةً لمطالب الجزائر التي تعبر عن قلقها من النتائج التي أسفر عنها تطبيق هذا الاتفاق والذي تعتبره “مجحفًا” بحقوقها الاقتصادية.

زيارة وفد الاتحاد الأوروبي

أعلنت بعثة الاتحاد الأوروبي في الجزائر، عبر منصاتها على وسائل التواصل الاجتماعي، عن قيام وفد قاده فلوريان إيراماكورا، رئيس “وحدة شمال أفريقيا” في قسم العلاقات مع جيران الاتحاد الأوروبي، بزيارة الجزائر في الفترة من 27 إلى 30 يناير 2025.

وخلال الزيارة، التقى الوفد بمسؤولين جزائريين من عدة وزارات، بما في ذلك الشؤون الخارجية، والطاقة والمناجم، والموارد المائية، والصناعة والتجارة، والمالية، بالإضافة إلى كادر من “الوكالة الجزائرية لتطوير الاستثمارات”.

تعزيز التعاون

ضم الوفد الأوروبي ممثلين عن أقسام الطاقة، والشؤون الداخلية، والهجرة، والشؤون الخارجية. وتمحورت المناقشات حول سبل تعزيز التعاون في مجالات الاستثمار، وتسهيل التجارة، والطاقة المتجددة، والهجرة، والثقافة، وخلق فرص العمل.

وفي تصريحات لرئيس الوفد، أشار إلى أن الاتحاد يسعى لتقديم دفعة جديدة للتعاون مع الجزائر، ضمن إطار تطوير “ميثاق جديد للبحر الأبيض المتوسط”. وأكدت زيارة الوفد على أهمية التشاور بشأن التعاون بين الجانبين خلال الفترة من 2025 إلى 2027.

الميثاق الجديد

“الميثاق الجديد للبحر الأبيض المتوسط” هو مسار تعاون أطلقته مفوضية الاتحاد في عام 2021، بهدف تعزيز التبادلات مع دول الضفة الجنوبية للمتوسط في مجالات التجارة والطاقة المتجددة، بالإضافة إلى تحديث البنية التحتية وإدارة قضايا الهجرة ومكافحة الإرهاب.

جدير بالذكر أن الجهات الرسمية في الجزائر لم تعلن عن زيارة الوفد الأوروبي، ولم يتضح ما إذا كانت المحادثات قد تناولت طلب الجزائر لمراجعة “اتفاق الشراكة” لتصحيح ما تعتبره “انحرافاً” عن المصالح الاقتصادية الوطنية. يشار إلى أن الاتفاق يركز بشكل أساسي على حرية تنقل البضائع وتقليص الرسوم الجمركية.

توقعات مستقبلية

كشف السفير الأوروبي لدى الجزائر، دييغو باسكوا، في تصريحات صحفية أواخر 2024، عن رغبة المفوضية في إجراء ثلاث زيارات إلى الجزائر خلال عام 2025، لتسريع التفاهم بشأن تنفيذ الاتفاق. وقال: “نتوقع أن يكون 2025 عاماً مهماً للغاية لتهيئة بيئة مناسبة لمناقشة جميع مجالات التعاون”.

من جانب آخر، انتقدت المفوضية في يونيو الماضي القيود التي فرضتها الجزائر على صادرات دول الاتحاد الأوروبي، معتبرةً أنها تتعارض مع الالتزامات المترتبة على “اتفاق الشراكة”. وتأتي الانتقادات في إطار قضايا تنظيم الواردات وتحفيز الإنتاج المحلي.

الإحصائيات والتوترات

وفي هذا السياق، أكد دبلوماسي أوروبي أن الاتحاد يسعى لتقييم آفاق الجزائر وربما إجراء تعديلات على الاتفاق. وفقاً للإحصائيات الرسمية، بلغت صادرات الجزائر إلى دول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرين 18.747 مليار يورو في عام 2021، بينما كانت الواردات نحو 12.648 مليار يورو.

رغم أن الاتحاد الأوروبي يظل الشريك التجاري الأول للجزائر، حيث يمثل أكثر من 50% من التجارة الخارجية للبلاد، إلا أن التقارير الحكومية تفيد بتراجع صادراته إلى الجزائر بنسبة 45% خلال السنوات الأخيرة، حيث انخفضت من 22.9 مليار يورو في 2014 إلى 14.9 مليار يورو في العام الماضي.

اقرأ أيضا

اخترنا لك