تتواتر التطورات الميدانية الساخنة في ظل الأوضاع المتسارعة، حيث أصبح مصير اتفاق “هدنة غزة” معلقًا، بعد قرار إسرائيل المفاجئ بتأجيل إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين، رغم التزام حركة “حماس” بتسليم الرهائن.
تصريحات نتنياهو
تصاعدت المخاوف من تفكك الاتفاق، بعد تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي وصف خلالها عملية تسليم الرهائن بأنها “مهينة”. وظهر أن الشكوك تحوم حول استمرارية الاتفاق، وسط المناورات السياسية والضغوط من الوسطاء من أجل الحفاظ على التهدئة.
دور الوسطاء
في خضم هذه الأوضاع، أعلن مبعوث الرئيس الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، عن موعد محتمل لوصوله إلى المنطقة في يوم الأربعاء المقبل، بغية مناقشة استئناف الصفقة التي يتهددها التأجيل. ويشير مراقبون إلى أن هناك حاجة ملحة للوسطاء للتدخل لاحتواء الضغوط التي يمارسها نتنياهو، الذي يسعى للتملص من المرحلة الثانية من الاتفاق.
منشورات نتنياهو
في بيان رسمي، أعلن مكتب نتنياهو أن تعيين موعد الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين سيتأجل “حتى تنهي (حماس) المراسم المهينة”، في إشارة إلى فيديو نشرته الحركة يظهر فيه بعض الرهائن أثناء عملية التسليم، مما أثار جدلًا حول طبيعة الإجراءات.
مخاوف حماس
وفي المقابل، عبر عضو المكتب السياسي لحركة “حماس”، باسم نعيم، عن قلقه مما وصفه بالمخاطر الجادة التي يهدد بها الاتفاق نتيجة تصرفات الحكومة الإسرائيلية. ودعا الوسطاء، لاسيما الأميركيين، للضغط من أجل إنفاذ الاتفاق والإفراج الفوري عن دفعة الأسرى الفلسطينيين.
تطورات سابقة
يذكر أن “حماس” أعلنت في وقت سابق عن تعليق عمليات الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين “حتى إشعار آخر”، نتيجة للانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة. وتوصّل الوسطاء إلى تفاهمات، تتضمن زيادة المساعدات إلى غزة، وذلك ضمن الاتفاق المبرم في 19 يناير الماضي، والذي يتكون من ثلاث مراحل، يمتد عمر كل منها 42 يومًا.
ردود الفعل والمحللون
يعتقد الأكاديمي المصري الدكتور أحمد فؤاد أنور أن نتنياهو يسعى لتوجيه الأنظار إلى قضايا أخرى، على خلفية الضغوط التي يتعرض لها نتيجة عملية تسليم الرهائن. وتوقع أن تحاول مصر التأثير على الجانب الفلسطيني لضمان مرونة أكبر لتجنب ذرائع نتنياهو، مؤكدًا أن الاتفاق سيتم تنفيذه في النهاية.
استعدادات إسرائيلية
أفاد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بأن الجيش قد تلقى أوامر بالاستعداد لفترة طويلة في الضفة الغربية المحتلة. وتعليقًا على التأجيل، أكد ويتكوف أن الولايات المتحدة تأمل في استمرار المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، مع دخول الولايات المتحدة في محادثات لاستئناف المفاوضات.
مستقبل الاتفاق
يرجح أن يستمر نتنياهو في تعزيز الضغوط في الضفة، مما يهدد مسار التهدئة. ويعتبر التحليل بأن الضغوط الأميركية ستكون عاملًا حاسمًا في تحديد مستقبل الاتفاق، مع ضرورة إجراء التطورات المتعلقة بزيارة ويتكوف.
آفاق المرحلة الثانية
يتوقع المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، أن تسعى الأطراف الوسيطة لضمان استكمال المرحلة الثانية من الاتفاق، بما يتضمن إجراءات الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين. ويشير إلى أن المرحلة الثالثة، الخاصة بإعادة الإعمار، قد تتعرض لتحديات كبيرة إذا استمر تدهور الأوضاع.