مصر تكثف مساعداتها لغزة وسط حملات خارجية “مضللة”
تواصل مصر جهودها الإغاثية المكثفة لقطاع غزة، بينما تتصاعد حملات احتجاجية أمام سفاراتها في الخارج، وهو ما اعتبرته القاهرة “أغراضاً مشبوهة”.
وتقدم الحكومة المصرية قوافل مساعدات إنسانية ضخمة، تضم عشرات الشاحنات المحملة بالمواد الإغاثية، بالإضافة إلى إسقاط جوي للمساعدات في المناطق التي يصعب الوصول إليها.
احتجاجات أمام السفارات
تأتي هذه الجهود بالتزامن مع حملة احتجاجات أمام السفارات المصرية في عدة دول، للمطالبة بفتح معبر رفح، رغم التأكيدات المصرية المتكررة بعدم إغلاقه من الجانب المصري.
وبدأت الاحتجاجات بقيام شاب مصري بإغلاق مقر السفارة المصرية في هولندا، وتلتها احتجاجات مماثلة في لبنان وسوريا وبريطانيا والدنمارك وكندا وتونس وليبيا وجنوب أفريقيا وتل أبيب.
حملات تشويه ممنهجة
يصف مراقبون مصريون حملات “حصار السفارات” بأنها جزء من حملات تحريضية من تنظيم الإخوان، بهدف تشويه الدور المصري الداعم للقضية الفلسطينية.
ويؤكد مسؤولون مصريون على ثبات موقف القاهرة الداعم للقضية الفلسطينية، ورفض تهجير الشعب الفلسطيني، والعمل مع الشركاء للتوصل إلى وقف إطلاق النار.
مصر ترفض التهجير
أكد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي أن بلاده ترفض تهجير الشعب الفلسطيني، وتعمل مع قطر والولايات المتحدة لوقف إطلاق النار.
كما أشار إلى اعتزام مصر استضافة مؤتمر للتعافي المبكر وإعادة الإعمار في قطاع غزة، وذلك في إطار جهودها المستمرة لدعم الفلسطينيين.
مساعدات إنسانية ضخمة
استنكر وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي “الحملات الممنهجة ضد الدور المصري”، مؤكداً أن مصر قدمت 70 في المائة من المساعدات الإنسانية التي دخلت قطاع غزة.
وشدد على أن مصر ستواصل دعم حق الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه وإقامة دولته المستقلة، مؤكداً الدور “الاستثنائي” الذي تلعبه القاهرة.
قوافل مستمرة لغزة
تواصل القاهرة تسيير قوافل المساعدات الإنسانية إلى غزة، وأعلن التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي إطلاق القافلة الحادية عشرة، التي تضم 200 شاحنة محملة بنحو 4 آلاف طن من المواد الغذائية الضرورية.
كما نفذت القوات المسلحة المصرية 9 عمليات إسقاط جوي لعشرات الأطنان من المساعدات الغذائية على المناطق التي يصعب الوصول إليها براً.
التزام مصري ثابت
يؤكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة طارق فهمي أن مصر ملتزمة بثوابت التعامل مع القضية الفلسطينية سياسياً وإنسانياً، رغم حملات التشويه الأخيرة.
ويشير إلى أن مصر تواصل اتصالاتها لإنفاذ كميات أكبر من المساعدات، وأن دعوات حصار السفارات مرتبطة برفض القاهرة لتهجير الفلسطينيين.
دعم تاريخي للقضية
أشارت الخارجية المصرية إلى أن التظاهر أمام السفارات “إجحاف للدور المصري التاريخي”، مؤكدة أن هذه المزاعم تصب في مصلحة الاحتلال الإسرائيلي.
كما أعادت التأكيد على أن القاهرة لم تغلق معبر رفح من الجانب المصري، وأن منع دخول المساعدات يعود إلى القوات الإسرائيلية المسيطرة على الجانب الفلسطيني من المعبر.
جهود لا تتأثر
يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس أيمن الرقب أن الدعوات ضد مصر لن تؤثر في دورها في تقديم المساعدات ومواصلة الوساطة لوقف إطلاق النار.
ويعتقد أن الجهود المصرية تركز على إزالة معاناة الغزيين، دون الاكتراث للأصوات التي تستهدف تشويه دورها تجاه القضية الفلسطينية.