الإثنين 21 يوليو 2025
spot_img

مصر تسعى للوساطة لخفض التصعيد بأزمة النووي الإيراني

spot_img

وسط تصاعد التوترات الإقليمية، كثفت مصر جهودها الدبلوماسية بهدف احتواء أزمة الملف النووي الإيراني. وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أجرى سلسلة اتصالات مكثفة مع أطراف إقليمية ودولية فاعلة، سعياً لتهدئة الأوضاع ومنع المزيد من التصعيد.

تحركات دبلوماسية مكثفة

التحركات المصرية الأخيرة، والتي تضمنت اتصالات مع مسؤولين بريطانيين وإيرانيين ومدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تعكس قلق القاهرة المتزايد إزاء التداعيات المحتملة لتفاقم الأزمة النووية على استقرار المنطقة. هذه الجهود تهدف إلى تثبيت وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل والدفع بمسار سياسي سلمي.

المحادثات تناولت سبل إحياء المفاوضات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية والدول الأوروبية حول برنامج إيران النووي. الهدف هو استعادة المسار الدبلوماسي ومعالجة المخاوف المرتبطة بالبرنامج، خاصة مع اقتراب موعد تفعيل آلية العقوبات الأممية.

جهود مصرية متواصلة

بتوجيهات من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تهدف هذه الاتصالات إلى خفض حدة التوتر في المنطقة، مع التأكيد على أهمية الحلول السلمية واستئناف المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني. القاهرة تؤمن بأنه لا حلول عسكرية للأزمات التي تواجهها المنطقة.

في الخامس من تموز الماضي، أجرى عبد العاطي اتصالات مماثلة مع أطراف إقليمية ودولية أخرى، بما في ذلك وزيرا خارجية سلطنة عمان وفرنسا، للتأكيد على ضرورة تضافر الجهود لتثبيت وقف إطلاق النار واستئناف المسار الدبلوماسي.

دور الوساطة المحوري

وتيرة الاتصالات المتكررة تشير إلى سعي مصر للعب دور محوري كوسيط في حلحلة الملف النووي الإيراني، حيث شملت الاتصالات جميع الأطراف المعنية، من إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى الولايات المتحدة وأوروبا، بالإضافة إلى سلطنة عمان.

الدكتورة هدى رؤوف، خبيرة شؤون الشرق الأوسط والدراسات الإيرانية، ترى أن هذه الاتصالات تأتي في إطار تعزيز دور مصر كوسيط بين إيران والأطراف الغربية لتجنب التصعيد العسكري مع إسرائيل والحفاظ على استقرار المنطقة.

تعزيز المسارات الدبلوماسية

القاهرة تستخدم علاقاتها المتوازنة مع جميع الأطراف لتفعيل المسارات الدبلوماسية، بهدف استئناف المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني، والوصول إلى مفاوضات أشمل لحظر الانتشار النووي في المنطقة.

خلال اتصال هاتفي مع مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية نهاية حزيران الماضي، أكد عبد العاطي على أهمية تغليب الحلول الدبلوماسية في التعامل مع الملف النووي الإيراني، وهو ما حظي بتقدير من غروسي لدعم الرئيس السيسي للتسوية السلمية.

أهداف إقليمية أوسع

السفير محمد حجازي، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، يؤكد أن الاتصالات المصرية تأتي في سياق أهداف أكبر، تسعى القاهرة لتحقيقها في ظل الظروف الضاغطة التي تمر بها المنطقة على جميع الجبهات.

القاهرة تواصل الاتصالات لخفض التصعيد وتحقيق ثلاثة أهداف رئيسية: وقف إطلاق النار في غزة، وتنظيم مؤتمر لإعادة إعمار غزة، والوصول إلى شرق أوسط خال من الأسلحة النووية عبر تفعيل آليات التعاون الإقليمي.

مصر وسيط غير مباشر

الدكتور محمد محسن أبو النور، رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، يرى أن مصر تعمل كوسيط غير مباشر بين إيران والأطراف الدولية، مستثمرة علاقاتها الدولية لخفض التصعيد، وذلك لأسباب تتعلق بالمصالح المصرية المباشرة.

الاتصالات التي تجريها القاهرة تأتي في إطار حرصها على الاستقرار الإقليمي ومنع تصاعد الأمور إلى حرب إقليمية تضر بمصالح مصر السياسية والاقتصادية. الحيلولة دون دخول إيران في حرب جديدة يصب في مصلحة مصر بتحقيق الأمن والاستقرار وتفعيل التفاهمات الاقتصادية مع طهران.

استقرار البحر الأحمر

أبو النور يشير أيضاً إلى أن استقرار البحر الأحمر، سيعيد الملاحة في قناة السويس إلى طبيعتها، بعد تراجع عائداتها بسبب التوترات الإقليمية، مؤكداً أن “إيران واستقرارها رقم مهم وصعب في المعادلات السياسية المصرية”.

اقرأ أيضا

اخترنا لك