في أول رد رسمي من مصر على تحركات تشكيل “حكومة موازية” في السودان، أعلن وزير الخارجية بدر عبد العاطي، خلال مؤتمر صحفي الأحد، رفض بلاده القاطع لأي مساعي لإنشاء أطر موازية للإطار الحكومي القائم في السودان. وأكد عبد العاطي على أهمية التعاون مع نظيره السوداني، علي يوسف، في تشكيل فريق عمل مشترك بهدف إعادة إعمار السودان بمشاركة الشركات المصرية.
تحذير مصري من انعدام الاستقرار
جاءت تصريحات عبد العاطي عقب سلسلة مشاورات سياسية مع وزير الخارجية السوداني في القاهرة، حيث شدد على أن الحفاظ على السلام الإقليمي للسودان يعد “خطًا أحمر” لا يمكن التهاون فيه. يأتي هذا البيان في وقت يشهد السودان أزمات داخلية متفاقمة.
وضمن التقارير الإعلامية، تبرز المعلومات أن “قوات الدعم السريع” وقعت، في العاصمة الكينية نيروبي، وثيقة تتضمن إعلانًا سياسيًا ودستورًا مؤقتًا لتشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرتها، مما يزيد من تعقيد الوضع السياسي في البلاد.
مشاورات قوية بين القاهرة والخرطوم
استضافت القاهرة آلية التشاور السياسي بين مصر والسودان برئاسة وزيري خارجية البلدين، حيث أكدت الخرطوم والقاهرة على أهمية وحدة وسلامة السودان، واحترام سيادته ومؤسساته الوطنية في خضم النزاع الحالي.
منذ منتصف أبريل 2023، يشهد السودان حربًا داخلية بين الجيش السوداني و”قوات الدعم السريع”، أدت إلى نزوح الملايين، بما في ذلك حوالي مليون و200 ألف إلى مصر، وفقاً لإحصاءات رسمية. وقد أكدت المشاورات على “رفض أي تدخل في الشأن الداخلي السوداني بأي مبرر”.
دعوة للتوافق الداخلي
في مؤتمر صحفي مشترك، أبدى وزير الخارجية المصري استعداد بلاده للتصدي لأية دعوات قد تهدد الاستقرار الداخلي للسودان. في الجهة المقابلة، أكد وزير خارجية السودان عدم قبول بلاده لأي تدخل من دول أخرى في الشأن السياسي السوداني.
عبر رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية، السفير محمد العرابي، عن ضرورة الحفاظ على السيادة السودانية، مشيرًا إلى أن دعاوى تشكيل حكومة موازية ستعمق الانقسام السياسي في البلاد.
رفض دولي لتحركات الحكومة الموازية
ويرى مكي المغربي، مدير وحدة العلاقات الدولية بالمركز السوداني للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن تحركات تشكيل حكومة موازية واجهت رفضًا إقليميًا ودوليًا، ما يجعلها محصورة في مرحلة الوثائق والاتفاقات دون أي تنفيذ فعلي.
وشدد المغربي على أهمية استمرار المشاورات المصرية السودانية، نظرًا للارتباط الوثيق بين الأمن القومي للبلدين. مشيرًا إلى أن تشكيل فريق مشترك يسعى إلى إعادة الإعمار يعد خطوة إيجابية لتكامل الجهود.
التنسيق لإعادة الإعمار
وزير الخارجية المصري أعرب عن ثقة بلاده في قدرة السودان على التعافي، مشيدًا بدور مصر في دعم عملية بناء السودان الجديد عبر تشكيل فريق مشترك لدراسة إعادة الإعمار.
فيما يتعلق بالأمن المائي، أكد كلا البلدين على ضرورة حماية حقوقهما المائية ورفض أي تحركات أحادية من دول حوض النيل، مما يعكس الجهود المستمرة للتعاون الثنائي في هذا المجال.
اجتماع وزاري لتعزيز التعاون
أعلن وزير الخارجية المصري عن تنظيم اجتماع “2+2” لوزراء الخارجية والري في البلدين بالقاهرة، حيث يهدف هذا الاجتماع إلى تعميق التنسيق بين مصر والسودان في مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك.