وسط تصاعد المطالبات بفتح معبر رفح، انطلقت فجر الأربعاء حافلتان تقلان أكثر من 70 صحافياً وإعلامياً من أمام مبنى ماسبيرو بالقاهرة متوجهتين إلى معبر رفح الحدودي. تهدف الزيارة إلى تسليط الضوء على الجهود المصرية في إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
زيارة ميدانية لمعبر رفح
تأتي هذه الرحلة، التي استغرقت تسع ساعات، في ظل تأكيد مصري على التسهيلات اللوجستية والدعم المقدم لأهالي غزة. الزيارة تهدف إلى دحض “الادعاءات” التي تستهدف “تشويه الدور المصري في القضية الفلسطينية”، وعلى رأسها اتهامات “إغلاق معبر رفح”.
منذ اندلاع الحرب في غزة أكتوبر الماضي، تنفي مصر اتهامات إغلاق معبر رفح، مؤكدة أن الجانب الإسرائيلي يعيق دخول المساعدات. تصاعدت وتيرة هذه الاتهامات مع احتجاجات أمام السفارات المصرية بالخارج.
ردود فعل رسمية رفيعة
تصاعد الرد المصري على هذه الاتهامات بدأ بخطابات للرئيس عبد الفتاح السيسي، ثم تصريحات لرئيس الوزراء مصطفى مدبولي، وبيانات وزارة الخارجية. كل ذلك يهدف إلى شرح حقيقة الموقف المصري من معبر رفح.
الرئيس السيسي أكد أن الوضع في غزة “يُستخدم ورقةً سياسيةً للمساومة”، معتبراً الادعاءات بمشاركة مصر في حصار غزة “إفلاساً”. وأشار إلى وجود أكثر من خمسة آلاف شاحنة مساعدات مصرية ودولية جاهزة للدخول.
تصريحات من معبر رفح
السفيرة نبيلة مكرم، رئيسة الأمانة الفنية للتحالف الوطني، صرحت من أمام معبر رفح بأن “مصر تتعرض لحملة تشويه لدورها في غزة”، مطالبة الإعلاميين بنقل “حقيقة الدور المصري في إدخال المساعدات”.
أوضحت مكرم أن نقل الحقيقة لا يقل أهمية عن نقل المساعدات. وأشار الرئيس السيسي إلى أن “أكثر من 70 في المائة من المساعدات الإنسانية التي دخلتْ إلى قطاع غزة مصرية”.
أهمية معبر رفح
يعتبر معبر رفح شرياناً حيوياً بين مصر وغزة، لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية وخروج المسافرين. سيطرت إسرائيل على الجانب الفلسطيني منه في مايو 2024، ما دفع مصر لرفض التنسيق معها.
محافظ شمال سيناء، خالد مجاور، اتهم “الإخوان” بنشر ادعاءات منع دخول المساعدات، مؤكداً رفض مصر لتهجير الفلسطينيين. وسبق أن وصف وزير الخارجية المصري الحملة ضد مصر بـ”الدنيئة”.
مصر ومعبر رفح
في يوليو الماضي، شرح الرئيس السيسي آلية عمل معبر رفح، مؤكداً أنه “لا بد أن يكون مفتوحاً من الجانب الفلسطيني لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة”.
أضاف السيسي أن تشغيل معبر رفح لا يرتبط بالجانب المصري فقط، بل بالجانب الآخر داخل قطاع غزة. مشيرا إلى وجود معابر أخرى متصلة بغزة، مثل معبر كرم أبو سالم.
حملات تحريضية خارجية
شهدت سفارات مصرية في الخارج احتجاجات ومحاولات “حصار وإغلاق” للمطالبة بفتح معبر رفح. المسؤولون المصريون يتهمون تنظيم “الإخوان” بتدبير هذه “الحملات التحريضية”.
ضياء رشوان، رئيس “الهيئة العامة للاستعلامات المصرية”، انتقد الحملة ضد مصر، قائلاً: “الأصوات التي تهاجم مصر لا تبحث عن الحقيقة، وإنما هي حملات مغرضة تستهدف التحريض”.
دعم طبي مصري للفلسطينيين
أنفقت مصر 578 مليون دولار لتقديم خدمات طبية للفلسطينيين المصابين منذ بدء الحرب. كما تم إجراء أكثر من 5 آلاف عملية جراحية للمصابين والمرضى الفلسطينيين، وفق وزير الصحة المصري.