الثلاثاء 11 فبراير 2025
spot_img

مصر تتوحد ضد تهجير الفلسطينيين وتؤكد موقفها الرافض

تصاعدت المخاوف حول مستقبل مصر في ظل دعوات احتجاج “سوشيالية” خلال بداية شهر يناير، لكن هذه الدعوات ما لبثت أن تحولت إلى حالة “اصطفاف” لدعم الدولة، تأثراً بمخاوف من “تهجير” الفلسطينيين وإعادة توطينهم في سيناء.

احتجاجات “سوشيالية”

وتزايدت حالة “الاصطفاف” بعد دعوة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، في نهاية الأسبوع، مصر والأردن لاستقبال لاجئين من غزة، ما قوبل برفض قاطع من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي أكد يوم الأربعاء على موقف بلاده الرافض للتهجير.

وكشف السيسي عن موقفه الصريح قائلاً إن تهجير الفلسطينيين هو “ظلم لا يمكن أن نشارك فيه”، مما خلق تفاعلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ “مصر قالت كلمتها” قائمة الترند.

تفاعل المواطنين

بدوره، عبر المدون المصري وائل الخطيب عن تأييده لتصريحات السيسي، مشددًا على دعم المصريين لقائدهم ولرفض أي مخطط قد يؤثر على الأمن القومي. وكتب عبر حسابه على منصة “إكس”: “المصريون وراء قائدهم، داعمين رافضين لأي مخطط شرير”.

وأعرب حساب آخر على “إكس” عن تضامن الشعب المصري مع قرارات الرئيس ضد تهجير الفلسطينيين، مما يعكس وعي المجتمع بمخاطر هذه المشروعات.

رفض شعبي ورسمي

وفي ختام الشهر، تجلى الدعم للموقف الرسمي الرافض للتهجير، حتى من قبل عناصر محسوبة على تنظيم “الإخوان”، الذي تصنفه الحكومة المصرية كتنظيم إرهابي. ويظهر ذلك بوضوح في تغريدات المنصات الاجتماعية وبيانات السياسيين.

يُذكر أن دعوات الاحتجاج المرتبطة بشهر يناير عادة ما تمثل تحديًا، خاصةً في ظل ذكرى 25 يناير التي تتراوح تفسيراتها بين ثورة وأحداث أدت إلى إطاحة الرئيس السابق حسني مبارك. ومع ذلك، جاءت هذه الدعوات في سياق مختلف هذا العام، بعد التطورات في سوريا، مما أثار قلقًا بشأن مستقبل مصر.

تأكيد على القدرة على التكيف

خلال احتفالات عيد الشرطة الأسبوع الماضي، أكد السيسي أن “القلق مشروع”، مطمئنًا المواطنين بقدرة البلاد على تجاوز الصعاب، معبراً عن أن “لا أحد يستطيع أن يمس مصر، رغم ما يتردد من شائعات وكذب”.

وفي سياق الاحتجاجات، أكد نواب وإعلاميون على محدوية التأثير الحقيقي لدعوات الاحتجاج، حيث أشار الإعلامي وعضو مجلس النواب مصطفى بكري إلى أنه لم يجد أي مظاهرة خلال تاريخه، ساخرًا من النتائج.

تحليل سياسي للظروف الحالية

يرى الباحث السياسي جمال رائف أن الاصطفاف الذي شهدته مصر يعتبر نتيجة وعي الدوائر الشعبية بخطورة الوضع الإقليمي. ويضيف أن الالتفاف حول الدولة يأتي في سياق ما تمر به البلاد من ضغوط أمنية.

من ناحية أخرى، يُشير الأستاذ في علم الاجتماع السياسي، د. سعيد صادق، إلى أن الدعوات للتظاهر جاءت بفعل تأثير أحداث خارجية، لكنها لم تجد صدى شعبياً. ويعزو هذا إلى الاختلاف بين مشاعر الدعم للقضية الفلسطينية والمشكلات الداخلية.

مستقبل القضية الفلسطينية في مصر

وفي ختام الأحداث، تواصلت الدعوات الرافضة لمشاريع التهجير، حيث أكدت الحكومة المصرية على موقفها الثابت ضد نقل أو اقتلاع الشعوب من أراضيها، مشددة على التهديد الذي يطرحه هذا الأمر على الاستقرار وسلامة الأمن القومي المصري.

كذلك تشير التصريحات السابقة إلى ضرورة توحد المصريين والالتفاف حول قيادتهم، مؤكدة على أن أي ضغوط خارجية تؤثر على مصر ينبغي مواجهتها بحزم وجدية، وذلك في سياق إدراكهم للتهديدات الداخلية والخارجية على حدٍ سواء.

اقرأ أيضا

اخترنا لك