عثرت الأجهزة الأمنية في محافظة قنا، جنوب مصر، على جثتي شابين في حالة تعفن متقدم، خلال عملية تنقيب غير قانونية عن الذهب في منطقة الفواخير، المعروفة بثرائها المعدني.
تفاصيل الحادثة
بدأت الواقعة عندما تلقى الأمن في قنا بلاغًا عن اختفاء شابين من قرية الحجيرات. الشاب الأول يبلغ من العمر 24 عامًا، بينما الثاني 28 عامًا. وكان آخر اتصال لهما بأسرتهما قبل أيام من العثور عليهما، حيث أبلغاهما بانتقالهما إلى منطقة جبلية على الحدود بين البحر الأحمر وقنا، بحثًا عن الذهب.
بعد جهود مضنية، تمكنت فرق البحث من تحديد موقع الشابين في تضاريس جبلية وعرة، ليعثروا عليهما في حالة تحلل متقدمة وسط الصخور والصحاري القاحلة.
التحقيقات والنتائج
نُقلت الجثتان إلى مشرحة مستشفى قنا العام، حيث وضعتا تحت تصرف النيابة العامة. فقد أصدرت النيابة أمرًا بندب الطبيب الشرعي لتشريح الجثتين، رغم ترجيحات أن الوفاة قد تكون ناتجة عن العطش والإجهاد.
تعتبر منطقة الفواخير، الواقعة على طريق قنا-القصير، واحدة من المناطق الصحراوية الغنية بالذهب في مصر. وقد شهدت في الأعوام الأخيرة تزايدًا في عمليات التنقيب غير الشرعي، نتيجة لارتفاع أسعار الذهب عالميًا وندرة فرص العمل في الصعيد.
المخاطر والتوجهات المستقبلية
تشير التقارير إلى أن عمليات التنقيب تتم غالبًا باستخدام أدوات بدائية وضمن ظروف غير آمنة، مما يعرض المنقبين لحوادث مميتة مثل انهيارات الأنفاق أو الاختناق. في يناير 2024، أعلنت وزارة التموين المصرية عن اكتشاف منجم ذهب واعد في منطقة أبو مروات المجاورة، مما زاد من اهتمام المنقبين غير الشرعيين بالمنطقة.
تسعى الحكومة المصرية إلى تنظيم قطاع التعدين، حيث تشير التقديرات إلى أن احتياطيات الذهب في البلاد تصل إلى مليون طن، خاصة في جبال البحر الأحمر، بينما تواجه تحديات عديدة في تقنين الأنشطة غير القانونية وتعزيز الاستثمارات الأجنبية في هذا المجال الحيوي.