كشف مصدر مطلع عن تكثيف الجهود من قبل الوسطاء لتحقيق اتفاق محتمل بين إسرائيل وحركة “حماس” يستهدف وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإبرام صفقة لتبادل الأسرى.
اجتماعات مكثفة
وأكدت المصادر لموقع “الشرق الأوسط” أن المفاوضات جرت يوم الجمعة الماضي وتواصلت لأكثر من 6 ساعات، مع استمرار الجلسات يوم السبت، في خطوة تهدف للوصول إلى اتفاق جذري خلال الفترة القريبة.
وأشارت المعلومات إلى وجود عقبتين رئيسيتين تواجه الوسطاء. تتمثل الأولى في ضرورة الحصول على قائمة واضحة تشمل أسماء الأسرى الذين ستقوم “حماس” بإطلاق سراحهم في المرحلة الأولى، بالإضافة إلى تحديد العدد المقابل من الأسرى الفلسطينيين المطلوبين ومكان إطلاق سراحهم. بينما تتعلق العقبة الثانية بضمان تحويل المرحلة الأولى إلى مراحل مرتبطة لاحقًا.
تعقيدات الاتفاق
وفقًا للمصادر، هناك اقتراب بين الطرفين منذ أسابيع للوصول إلى اتفاق، لكن مسألة قائمة الأسرى تسببت في تعقيد المفاوضات. إذ عرضت “حماس” أعدادًا معينة، بينما طالبت إسرائيل بقائمة أكبر تشمل جرحى من بينهم جنود. وبينما أظهرت “حماس” تأييدًا لزيادة الأعداد بإفراجها عن جنود احتياط، إلا أنها تشترط الحصول على أسماء معينة في المقابل.
هذا وأوضحت المصادر أن النقطة الثانية التي طرحت هي تطلعات “حماس” للحصول على ضمانات تؤكد أن المرحلة الأولى ستؤدي إلى مرحلتين إضافيتين. كما أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حول استعداداته للعودة إلى القتال زادت من صعوبة المفاوضات، حيث يصر “حماس” على أن الصفقة تشمل وقفًا كاملًا لإطلاق النار.
وفود وقرارات
في سياق متصل، وصل وفد إسرائيلي إلى العاصمة القطرية يوم الجمعة لاستكمال المفاوضات بعد حصوله على تفويض أكبر من نتنياهو. وأفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” بأن نتنياهو أعطى وفده تفويضًا كاملًا للموافقة على مناقشات صفقة الرهائن.
كما أعلن مكتب نتنياهو عن إرسال وفد من “الموساد” و”الشاباك” والجيش الإسرائيلي إلى قطر لإجراء محادثات مكثفة. وبالمقابل، أكد الناطق باسم “حماس” باسم نعيم أن المفاوضات التي استؤنفت في الدوحة تعكس جدية الحركة في السعي للتوصل إلى اتفاق في أقرب وقت.
تقدم بطيء
على الرغم من الجهود المبذولة، يتحدث الجانب الإسرائيلي عن تقدم بطيء وفجوات لا تزال قائمة في المفاوضات. ويسعى الوسطاء لإيجاد حلول للمطالب الإسرائيلية بشأن قوائم المختطفين، بالإضافة إلى القضايا المتعلقة بالوجود العسكري الإسرائيلي في منطقة فيلادلفيا على الحدود.
وفي تصريحات لموقع “i24NEWS”، أفاد مسؤول سياسي كبير بأن الأنباء عن التفاؤل لا تزال مبكرة، مشيرًا إلى استمرار الجهود لسد الفجوات بين الطرفين. وتعهد المسؤول بتحديد ملامح الصفقة إما بإحداث انفراجة حقيقية أو انتكاسة، قبل دخول الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض.
مظاهرات في إسرائيل
ومع استئناف المفاوضات، شهدت إسرائيل تظاهرات لعشرات العسكريين أمام مقر إقامة نتنياهو وعدد من المواقع الأخرى، دعماً لصفقة تبادل الأسرى. في الأثناء، بثت “كتائب القسام” التابعة لـ “حماس” فيديو للمجندة الإسرائيلية أري ألباج، المحتجزة في غزة، حيث أكدت أنها تعاني من ظروف قاسية منذ أكثر من 450 يومًا.
وزعمت ألباج في الفيديو أن حكومتها تسعى لقتلها، مطالبةً بإطلاق سراحها ووقف ما أسمته الإهمال الذي تتعرض له. وأضافت بكلمات مؤثرة، “إذا مت، فتذكروني، كتبوا على قبري أن السبب هو الجيش والحكومة.”