أفاد موقع “أكسيوس” الإخباري، نقلاً عن مسؤولين أميركيين، أن دانييل روبنشتاين، مبعوث وزارة الخارجية الأمريكية، التقى وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في دمشق، حيث أعرب عن قلق الولايات المتحدة بشأن التقارير الواردة حول هجمات “انتقامية” و”عنيفة” شنتها جماعات مسلحة في سوريا مؤخراً.
وأوضح الموقع أن واشنطن تراقب هذه التطورات بقلق، مشيراً إلى أن “الأعمال الانتقامية العنيفة” من قبل مسلحين تابعين لبعض الفصائل السورية قد تؤدي إلى “تقويض جهود استقرار البلاد”.
رفض العنف
خلال الاجتماع، أكد روبنشتاين على قلق الولايات المتحدة حيال تصاعد العنف والترهيب ضد الأقليات، مُشدداً على ضرورة توقف مثل هذه الهجمات. بدوره، رد الشيباني بأن الحكومة الانتقالية السورية ترفض استخدام العنف، مُشيراً إلى أن معظم الهجمات نفذتها جماعات مسلحة وليس “هيئة تحرير الشام”.
وأشار الشيباني إلى أن مجموعة المقاتلين تتبع حركات أخرى، عكست الخلافات في سوريا، حيث أُعلن عن تنافس داخلي بين الفصائل المسلحة. وفي السياق ذاته، ذكر روبنشتاين أنه يسعى للحصول على تفاصيل إضافية حول خطط الشرع لأعداد دستور جديد وإجراء الانتخابات.
شروط الاعتراف الدولي
فرضت الولايات المتحدة والدول العربية شروطاً للاعتراف الدولي بالحكومة السورية الجديدة، من بينها ضرورة أن تكون العملية سياسية شاملة. حيث أكد الشرع أن العملية الانتخابية قد تستغرق أربع سنوات، بينما إعداد الدستور قد يستغرق ثلاث سنوات.
كما أفاد متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية بأن هناك حوارًا مستمرًا مع “هيئة تحرير الشام”، مشيراً إلى أن هذه المحادثات كانت “مثمرة” وتمت مناقشة عدة قضايا محلية ودولية. وأكد على أهمية احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية لجميع السوريين، بما في ذلك الأقليات والنساء.
مواجهات دموية
تواجه الإدارة الجديدة تحديات كبيرة، حيث شهدت المناطق الساحلية مثل حماة وحمص وطرطوس تصاعدًا في العمليات المسلحة والمظاهرات، مما يثير مخاوف العلويين والأقليات الأخرى من أن يصبحوا أهدافاً لتلك الهجمات.
تشير مقاطع فيديو متداولة إلى اعتداءات على رجال علويين واعتقالات من قبل مسلحين، لكن الموقع لم يستطع التحقق من صحة تلك المقاطع. في السياق، أشار مسؤول أميركي إلى أن وزارة الخارجية على علم بهذه الحوادث وتبدأ في النظر في تقاريرها.
خطط السيطرة
هناك جهود جارية من الشرع والحكومة الانتقالية للسيطرة على الوضع من خلال تفكيك الميليشيات ودمجها في جيش سوري جديد موحد. وقد تعهد الشرع بحل جميع الفصائل المسلحة، بما في ذلك “هيئة تحرير الشام”.
شدد المسؤول الأميركي على ضرورة أن تسيطر الحكومة الجديدة على الوضع، محذرًا من أن استمرار هذه الحوادث العنيفة قد يزيد من التوترات الداخلية، مما يُمكّن العناصر المرتبطة بنظام الأسد أو حتى بتنظيم “داعش” من إشعال صراع جديد في البلاد.
لقاءات مع الوفود الأمريكية
طالب الشرع من الولايات المتحدة والغرب برفع العقوبات المفروضة على سوريا، كما التقى بوفد أميركي برئاسة باربرا ليف الأسبوع الماضي، حيث أبلغوه بإلغاء المكافأة البالغة 10 ملايين دولار التي كانت مخصصة لتسليمه.
وردًا على سؤال حول ما إذا كان الشرع قد أصبح أكثر اعتدالاً، عبرت ليف عن رضاها عن الاجتماع الأول، مؤكدة أنه كان “مثمرًا ومفصلًا”، مما يدل على بعض التغيرات في المواقف.