الإثنين 23 يونيو 2025
spot_img

ماكرون يبدأ زيارة دولة تاريخية لموناكو بعد 41 عامًا

وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس السبت، إلى إمارة موناكو في زيارة دولة تستمر يومين، مخاطراً بتجديد العلاقات القوية بين فرنسا وموناكو لأول مرة منذ 41 عاماً. تأتي هذه الزيارة قبل مشاركته في مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات المقرر في مدينة نيس.

استقبال رسمي

استقبل الأمير ألبير الثاني والأميرة شارلين وماكرون وزوجته بريجيت، في قصر الإمارة قبيل الساعة 15:30 بتوقيت غرينيتش. وشهد حفل الاستقبال مشاركة نحو 60 من أفراد قوات «درك الإمارة» و16 من رجال الإطفاء، وبحضور النشيد الوطني، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

حضر المراسم أيضاً وزيرة التحول البيئي أنييس-بانييه روناشير، ووزير النقل فيليب تابارو، والوزير المسؤول عن الشؤون الأوروبية بنجامين حداد، إلى جانب المذيع الشهير ستيفان بيرن، صديق الرئيس.

اجتماع وأهداف مشتركة

من المقرر أن يجتمع ماكرون والأمير ألبير في اجتماع خاص يعقبه عشاء رسمي. وأوضح بيان صادر عن قصر الإليزيه أن هذه الزيارة ترمز إلى الروابط التاريخية والتعاون الوثيق بين البلدين، وهي الأولى لرئيس فرنسي منذ زيارة فرنسوا ميتران في يناير 1984.

كانت الزيارات السابقة لرؤساء فرنسا إلى موناكو تمثل مستويات بروتوكولية أقل، حيث زار جاك شيراك ونكولا ساركوزي وفرنسوا هولاند الإمارة في سنوات متعددة.

معلومات عن موناكو

تعد موناكو، التي تبلغ مساحتها كيلومترين مربعين فقط، ثاني أصغر دولة مستقلة بعد الفاتيكان، وتشتهر بجمال طبيعتها وطابعها المعاش. تحتضن الإمارة العديد من المعالم، بما في ذلك الكازينو الشهير وميناء اليخوت، بالإضافة إلى كونها وجهة مفضلة للأثرياء والمشاهير.

تستضيف موناكو أيضاً واحدة من أشهر جولات بطولة العالم لسباقات «فورمولا 1» كل عام، ويبلغ عدد سكانها حوالي 38 ألف نسمة، بينهم 10 آلاف مواطن فقط.

علاقات وثيقة

ترتبط موناكو بعلاقات وثيقة مع فرنسا في مجالات متعددة تشمل المال والجمارك والأمن. غالباً ما تتولى باريس مسؤولية تأمين الإمارة، وتعين إليها قضاة وموظفين رفيعي المستوى، ويرتبط منصب وزير الدولة في موناكو بشكل تقليدي بالدولة الفرنسية.

من المقرر أن يوقع ماكرون والأمير ألبير اتفاقاً يوم الأحد لتعزيز التعاون الجمركي، والذي يشكل قضية شائكة تتعلق بضبط تهريب الأموال النقدية بين البلدين.

مناقشة قضايا بيئية

سيتناول الاجتماع أيضاً قضية حماية المحيطات، موضوع أساسي يمثل اهتمام عائلة غريمالدي الحاكمة، خاصة الأمير ألبير ووالده الراحل رينييه. تأتي هذه المناقشات في إطار استضافة مدينة نيس لمؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات بعد يومين.

زيارة غرينلاند

على صعيد آخر، من المقرر أن يقوم ماكرون بزيارة إلى غرينلاند في 15 يونيو، برفقة رئيسة الوزراء الدنماركية مته فريدريكسن. الزيارة تركز على الأمن في شمال المحيط الأطلسي والقطب الشمالي، بالإضافة إلى القضايا الاقتصادية والبيئية.

غرينلاند، التي تحظى بحكم ذاتي كبير، كانت موضوع اهتمام دولي متزايد بعد تصريحات الرئيس الأمريكي السابق بشأن السيطرة عليها. وأكد رئيس وزراء غرينلاند أن تلك التصريحات كانت “مهينة” وأن الجزيرة لن تكون “ملكاً” للآخرين.

أشادت فريدريكسن بالدعم الدولي الهام من أوروبا، مشيرة إلى أن زيارة ماكرون تعكس الوحدة الأوروبية وتعزز العلاقات بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

اقرأ أيضا

اخترنا لك