في خطوة غير متوقعة، أبدى الملياردير إيلون ماسك دعمه لحزب “البديل من أجل ألمانيا” (AfD) في مقال رأي نشرته صحيفة “فيلت أم زونتاج” الألمانية، مما أثار موجة من الاستقالات والانتقادات، بما فيها استقالة محررة قسم المقالات إيفا ماري كوجل.
دعوة لدعم حزب البديل
في مقاله، الذي نُشر يوم السبت، انتقد ماسك تصوير الحزب كتنظيم يميني متطرف، مشيراً إلى أن زعيمة الحزب، أليس فايدل، لديها شريكة من سريلانكا. وسأل ماسك: “هل تبدو لك مثل هتلر؟”
يُذكر أن حزب البديل من أجل ألمانيا قد صنفه المكتب الاتحادي لحماية الدستور، وهو وكالة المخابرات الداخلية، على أنه “حالة تطرف مشتبهاً بها” منذ عام 2021.
الاستقالة والانتقادات
أثارت تصريحات ماسك ردود فعل سريعة، إذ أعلنت محررة قسم الرأي إيفا ماري كوجل استقالتها عبر “إكس”، موضحة أنها لا تتفق مع توجهات الحزب. أما رئيس تحرير الصحيفة يان فيليب بورجارد وأولف بوشارد، الذي سيتولى منصبه مطلع يناير، فقد أكدا على أهمية حرية التعبير في النقاشات حول آراء مثيرة للجدل.
وأشارا إلى أن التعليقات حول مقال ماسك، التي تجاوزت 340 تعليقاً بعد نشره، “أوضحت الكثير من الجوانب” المتعلقة بالأفكار المطروحة.
الاستعدادات الانتخابية
دعم ماسك يأتي في وقت حساس، حيث تستعد ألمانيا لإجراء انتخابات مبكرة في 23 فبراير المقبل، بعد انهيار الحكومة الائتلافية برئاسة المستشار أولاف شولتز. وفي هذا السياق، دافع ماسك عن حقه في التعبير عن آرائه السياسية بسبب “استثماراته الكبيرة” في البلاد.
حزب البديل يحتل حالياً المركز الثاني في استطلاعات الرأي، مع تصاعد النقاش حوله في الأوساط السياسية والإعلامية.
ردود الفعل السياسية
وفي تعليقه على التأييد الذي أبداه ماسك، قالت أليس فايدل: “نعم! أنت على حق تماماً”. وعلى الجانب الآخر، انتقد المستشار شولتز تصريحات ماسك، مؤكدًا على أهمية حرية التعبير وضرورة تحمل تبعات قول أشياء غير صحيحة، حسبما نقلت صحيفة “الجارديان”.
وجدير بالذكر أن هذه المتغيرات تأتي في إطار سياق انتخابي متوتر، حيث تصاعدت الهجمات اللفظية بين الأحزاب، وأصبح المشهد السياسي أكثر استقطاباً.