الخميس 27 مارس 2025
spot_img

مارك كارني الأوفر حظاً لزعامة الحزب الليبرالي الكندي

يستعد الحزب الليبرالي الحاكم في كندا اليوم (الأحد) لإجراء انتخابات داخلية لاختيار زعيم جديد خلفاً لرئيس الوزراء جاستن ترودو، حيث يعد مارك كارني، الذي شغل مناصب مرموقة في القطاع المصرفي، الأوفر حظاً لتولي هذه المهمة.

مارك كارني: السيرة الذاتية

وفقاً لتقارير شبكة «بي بي سي» البريطانية، وُلد مارك كارني، البالغ من العمر 59 عاماً، في بلدة فورت سميت النائية بشمال كندا. وقد حصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة أكسفورد عام 1995.

بدأ كارني مسيرته المهنية في القطاع المصرفي العالمي، حيث عمل لصالح بنك «غولدمان ساكس» في مدن رائدة مثل نيويورك ولندن وطوكيو، مما زوده بخلفية واسعة النطاق في الشؤون المالية.

في عام 2003، انتقل إلى بنك كندا ك نائب لمحافظه، ثم شغل منصب نائب مساعد أول للوزير في وزارة المالية. وعُيّن محافظاً لبنك كندا في عام 2007، في الوقت الذي كانت فيه الأسواق العالمية تعاني من هزات كبيرة.

أثنى العديد على قيادته الحكيمة التي حالت دون تفاقم الأزمة، مما ساعد البلاد على تجنب الركود العميق.

استراتيجيات كارني الاقتصادية

كان كارني من بين القلائل في منصبه الذين اتخذوا خطوات جريئة، حيث أبدى شفافية غير معتادة بشأن خفض أسعار الفائدة، ما ساعد الشركات على مواصلة استثماراتها في أوقات صعبة، وهو النهج الذي تابعه أيضاً عندما انتقل إلى لندن محافظاً لبنك إنجلترا.

تجدر الإشارة إلى أنه أول شخص غير بريطاني يتولى منصب محافظ بنك إنجلترا، وهو دور أدخل عليه تغييرات جذرية في كيفية إدارة الأعمال داخل المؤسسة.

خلال فترة عمله، قدم كارني سياسة «التوجيه المستقبلي» التي تهدف إلى تحفيز الاقتصاد ومنع ارتفاع معدلات الفائدة حتى يتحقق انخفاض ملحوظ في معدل البطالة.

في عام 2014، حذّر من أن استقلال اسكوتلندا قد يتطلب منها التخلي عن بعض سلطاتها المالية للبقاء تحت مظلة الجنيه، وفي وقت سابق من استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أعرب عن مخاوفه من تداعيات سلبية على الاقتصاد.

التحديات السياسية المقبلة

على الرغم من خلفيته الاقتصادية الواسعة، إلا أن كارني لم يتولى أي منصب سياسي من قبل. لكن يُعتبر الأكثر قابلية لخلافة ترودو في ظل توقعات بتحديات صعبة تلوح في الأفق، أبرزها تصاعد التوترات التجارية مع الولايات المتحدة.

رغم ذلك، فإن خبرته في بنك كندا، بالإضافة إلى دوره كرئيس لمجلس الاستقرار المالي بين عامي 2011 و2018، قد زودته بالقدرة على التعامل مع الأزمات، بما في ذلك السياسات المثيرة للجدل للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.

في مناظرة حول زعامة الحزب الليبرالي، أكد كارني أنه يمتلك المهارات اللازمة للتفاوض وإدارة الأزمات. واعتبرت ستيفاني شوينار، أستاذة العلوم السياسية في الجامعة العسكرية الملكية في كندا، أن خبرته الاقتصادية كانت عنصراً رئيسياً في كسب دعم زعامته.

وكان ترودو قد أعلن في يناير عن تنحيه عن منصبه بعد قرابة عقد من الزمن، في ظل تزايد الضغوط الشعبية وقرب موعد الانتخابات العامة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك