الخميس 12 يونيو 2025
spot_img

ماركو روبيو في مواجهة توترات داخل إدارة ترمب

عززت المواقف المتباينة بين وزير الخارجية ماركو روبيو والملياردير إيلون ماسك من أجواء التوتر داخل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب. في وقت سابق، توقع دبلوماسيون أمريكيون أن يتولى روبيو منصبه لفترة لا تزيد عن العامين، لكن مشاغله الأخيرة كشفت عن وجهات نظر محورية تختلف عن توجهات بعض المقربين من الرئيس، فيما شهد الاجتماع الأخير تصاعد حدة النقاشات بين الطرفين.

استمرار التأقلُم

برز ماركو روبيو كأحد الشخصيات الأكثر قبولا بين المشرعين في مجلس الشيوخ، حيث اعتُبر من قبل الكثيرين كمرشح متمرس للشأن الخارجي. وقد تولى روبيو رئاسة اللجنة الفرعية للعلاقات الخارجية لعدة دورات، مما يمنحه نظرة عميقة حول قضايا السياسة الدولية.

رويدًا رويدًا، لطالما تمسك روبيو بمبادئ السياسة الخارجية الجمهورية، وكان له موقف صارم تجاه روسيا بعد غزوها لأوكرانيا، حيث دعا إلى تسليح كييف وزيادة العقوبات على موسكو. كما وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه “مجرم حرب”، مشددًا على أن طموحاته تفوق أوكرانيا وتمتد لإعادة تشكيل الأمن الأوروبي.

ولم يتوقف روبيو عند هذا الحد، بل كان من أوائل المشرعين الذين أبدوا قلقهم من النفوذ الصيني، حيث ساهم بدور بارز في تمرير تشريعات تستهدف شركات التكنولوجيا مثل “هواوي” ومنصات التواصل الاجتماعي مثل “تيك توك”.

التزام روبيو بالتوجهات الأميركية

منذ انضمامه إلى إدارة ترمب، أظهر روبيو الالتزام بأولويات السياسة الخارجية للرئيس، متبنيًا موقفًا قويًا في مناقشة القضايا بين أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط وأوروبا وآسيا. عدل روبيو نشاطه الإعلامي، حيث دافع عن نائب الرئيس جي دي فانس بعد تصريحات مثيرة للجدل في مؤتمر ميونيخ.

ومع ذلك، كان له موقفًا صارمًا بعد الاجتماع بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وترمب في البيت الأبيض، حيث انتقد روبيو زيلينسكي ودعاه للاعتذار لدوره في المناقشة. ردود فعل روبيو هذه قوبلت بدعوات من بعض المسؤولين السابقين للاستقالة.

مساعي ترمب للوساطة

أفادت التقارير بوجود توتر بين روبيو وماسك، مما أثار تساؤلات حول استقرار الأخير في منصبه. بينما نفى ترمب وجود أي خلاف كبير، مشددًا على أن العلاقة بينهما جيدة. ومع ذلك، أكدت التقارير أن هناك مواجهات كلامية بينهما خلال الاجتماعات.

أثناء مناقشة تخفيضات الإنفاق الحكومي، دافع روبيو عن نفسه ضد اتهامات ماسك بعدم قيامه بطرد موظفين، مشيرًا إلى تقاعد العديد من الكوادر في وزارته. وزعم ماسك أن الوزير لم يتخذ إجراءات كافية تجاه تقليص الأعداد.

أجواء متوترة داخل الإدارة

توالت الأنباء حول النزاعات داخل إدارة ترمب، مما يجعلها تذكر بالاستقالات والإقالات القياسية في الإدارة السابقة. فقد شهد ترمب تغييرات مهمة في هيكل إدارته، بما في ذلك تغير وزراء الخارجية والدفاع ومساعدي الأمن القومي.

على الرغم من نجاح روبيو في مواجهة تحديات كبيرة، إلا أن التوترات الأخيرة قد تدفعه للتفكير في مستقبله في الإدارة. بينما يقود ترمب جهودًا لتخفيض الموظفين في الإدارة، تثير المساعي تساؤلات حول فعالية اتخاذ القرار داخل الإدارة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك