السبت 19 أبريل 2025
spot_img

مئات القتلى والجرحى في هجوم على معسكر زمزم بالسودان

أعلنت وزارة الخارجية السودانية ومنظمات الإغاثة، اليوم السبت، عن سقوط مئات القتلى والمصابين جراء هجوم عنيف للشبه العسكرية “قوات الدعم السريع” على معسكر زمزم للنازحين بالقرب من الفاشر، حيث وصفه البعض بأنه من أسوأ الانتهاكات منذ بدء النزاع.

تفاصيل الهجوم

ذكرت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين أن سلسلة من الهجمات بدأت يوم الخميس واستمرت حتى يومي الجمعة والسبت، ما أدى إلى تدمير العديد من المنازل والأسواق ومرافق الرعاية الصحية.

وأفادت المنسقية، وفقاً لوكالة “رويترز”، بأن الهجوم أسفر عن مقتل وإصابة المئات، مع الإشارة إلى أن غالبية الضحايا من النساء والأطفال. ونددت المنسقية بالهجمات معتبرة أنها “جرائم حرب مكتملة الأركان، وجرائم ضد الإنسانية غير قابلة للتقادم”.

الوضع الإنساني المتدهور

أضافت المنسقية أن هجمات مماثلة على مخيم “أبو شوك” في الأسبوع الماضي أسفرت عن مقتل 35 مدنياً. وأشارت إلى أن “الوضع الإنساني في الفاشر يتدهور بشكل سريع نحو كارثة غير مسبوقة” مع وجود مخاطر مجاعة ونقص حاد في الأدوية وانعدام الأمن.

من جهة أخرى، أكدت كليمنتاين نكويتا سلامي، منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، أن أكثر من 100 مدني قتلوا في هذين المعسكرين، حيث يستضيفان أكثر من 700 ألف نازح، والعديد منهم الآن محاصرون بلا مأوى آمن.

الهجمات على المرافق الطبية

قالت منظمة “ريليف إنترناشونال”، التي تعد آخر من يقدم الخدمات الأساسية في معسكر زمزم، إن مركزها الطبي تعرض للهجوم، مما أدى إلى مقتل تسعة من موظفيها، بما في ذلك أطباء وسائقون.

وذكرت في بيان لها أن الهجوم استهدف الفئات الأكثر ضعفاً، بما في ذلك كبار السن والنساء والأطفال، وأثر بشكل خاص على عيادتها التي تُعتبر آخر مصدر للرعاية الصحية في المنطقة.

ردود الفعل الرسمية

في المقابل، نفت “قوات الدعم السريع” الاتهامات بشأن ارتكاب مجازر في مخيم زمزم، ووصفتها بأنها “ملفقة”، زاعمة أن مقطع الفيديو المتعلق بالمدنيين المتضررين مفبرك من جانب الجيش السوداني.

وفي بيان صدر اليوم، اتهمت “قوات الدعم السريع” الجيش السوداني بتنظيم حملة إعلامية لتجريمها، نافية أي مسؤولية عن تنفيذ هجمات على المدنيين، وأكدت التزامها بالقانون الإنساني الدولي.

دعوات لوقف العنف

طالبت الوكالات الإنسانية والقادة المحليون بضرورة إيقاف إطلاق النار بشكل فوري لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين.

يشار إلى أن النزاع في السودان قد بدأ في أبريل 2023، نتيجة صراع على السلطة بين الجيش و”قوات الدعم السريع”، مما قضى على آمال التحول إلى حكومة مدنية. ومنذ ذلك الحين، أدى الصراع إلى نزوح ملايين الأشخاص وتدمير مناطق تشمل دارفور، حيث تواصل “قوات الدعم السريع” القتال للحفاظ على معاقلها وسط تقدم الجيش في الخرطوم.

اقرأ أيضا

اخترنا لك