تجمع مئات السوريين في ساحة الأمويين بدمشق ليلة الثلاثاء، في إطار احتفالات بداية عام 2025، ليشهدوا أول عام منذ عقود خالية من حكم آل الأسد، حيث أثار ذلك آمالًا جديدة في غدٍ أفضل، وفقاً لتقارير وكالة الصحافة الفرنسية.
احتفالات مبتهجة
مع اقتراب منتصف الليل، ملأت أعيرة نارية الأجواء فوق جبل قاسيون، الذي يطل على دمشق، بينما أضاءت المفرقعات سماء العاصمة. هذا الحدث لم يكن مجرد احتفال، بل كان تعبيرًا عن الفرح والخروج من فترة مظلمة.
وعبرت الطالبة في كلية الهندسة الزراعية، ليان الحجازي، التي كانت متواجدة في الساحة، عن تفاؤلها بعبارات مؤثرة، قائلة: “لم نتوقع أن تحدث مثل هذه المعجزة. اليوم عادت البسمة إلى وجوه السوريين.” وأضافت: “نحن نثق بقائدنا الجديد أحمد الشرع.”
شعور بالتحرر
وتابعت ليان: “تمكنا من استعادة بعض حقوقنا. اليوم أتحرر من كل ما كان مكبوتًا بداخلي على مدى 14 عاماً.” هذا الشعور بالتحرر تجلى أيضًا في الأجواء السعيدة التي عمّت شوارع العاصمة، حيث انتشر عناصر من قوات الأمن بستراتهم العسكرية، بينما كانوا يحملون بنادقهم على أكتافهم.
عبد ساحة الأمويين، كانت ترفرف أعلام الثورة بألوانها المميزة، في مؤشرات على انتفاضة رمزية، حتى أن السيارات استمرت في التدفق إلى وسط العاصمة رغم الازدحام المروري.
ذكريات مريرة
قبل شهر فقط، كان مشهد رفع أعلام الثورة في قلب العاصمة يمثل تحديًا للواقع القاسي الذي عاشته سوريا تحت حكم الأسد. لقد شهدت البلاد نزاعًا أهليًا استمر 13 عامًا، أدى إلى مقتل أكثر من نصف مليون شخص.
ولا تزال العديد من العائلات تنتظر أخبارًا عن أحباء مفقودين، بينما يبقى مصير عشرات الآلاف من المعتقلين والمفقودين من أسوأ الموروثات لتاريخ حكم الأسد، الذي قمع كافة أشكال المعارضة.
تفاؤل بالمستقبل
وأكدت مصممة الأزياء إيمان زيدان، البالغة من العمر 46 عامًا، أنها تشعر بالأمل والاطمئنان مع بداية السنة الجديدة، حيث أعربت عن تفاؤلها بالحكومة الجديدة، قائلة: “مهما حدث، سيكون أفضل مما كان عليه الحال.”
وفي سياق الاحتفالات، استمرت أغنية “ارفع راسك فوق، أنت سوري حر” في الترديد، لتصبح لحنًا نابعًا من الذكريات والتطلعات الجديدة للسوريين.
أصوات من الأمل
وفي تصريح يعكس الواقع، قال قاسم القاسم، سائق سيارة أجرة عمره 34 عامًا: “كنّا نكبر عشر سنوات كل عام، بسبب المعاناة والضغوط المعيشية.” مضيفًا: “لكن مع سقوط النظام تبخرت مخاوفنا. كل ما نريده الآن هو السلام.”
وتحدث هافان محمد، طالب صيدلة من القامشلي، عن آماله بسوريا المستقبل، قائلًا: “أتمنى أن تكون سوريا بعيدة عن الطائفية، وأن تكون وطنًا تتعايش فيه كافة المكونات بدون استثناء.”