عقد المؤتمر الدولي الثاني تحت شعار “بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية” برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في مكة المكرمة، حيث أسهم في تعزيز عرى الألفة الإسلامية من خلال تبادل الآراء والمبادرات العملية لمواجهة التحديات المشتركة. يركز المؤتمر على أهمية الاعتدال في الخطاب الإسلامي ويهدف إلى محاربة الطائفية وممارساتها.
فعاليات المؤتمر الأولية
استمر المؤتمر الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي لليوم الثاني على التوالي، بمشاركة كبار العلماء والمفتين من مختلف المذاهب من أكثر من 90 دولة. وقد تم الإعلان عن الخطة الاستراتيجية لوثيقة “بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية”، بالإضافة إلى إطلاق موسوعة “المؤتلف الفكري الإسلامي” وتوزيع جائزة المجمع الفقهي الإسلامي على الموسوعة أيضاً.
تناولت الجلسة الثالثة للمؤتمر موضوع “ميادين العمل المشترك بين المذاهب الإسلامية”، حيث أدارها الدكتور محمد الخشت، رئيس جامعة القاهرة سابقًا. ناقشت الجلسة مجالات التعاون المبني على وثيقة “بناء الجسور” لتحقيق فائدة الأمة من خلال العمل الإغاثي والتعاون العلمي والتنسيق الإعلامي.
قضايا الأمة
ركزت الجلسة الرابعة بعنوان “قضايا الأمة وتنسيق المواقف” والتي أدارها الدكتور إبراهيم النعيمي، على أبرز التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية، بما في ذلك القضية الفلسطينية والأوضاع في سوريا والسودان. تناولت الجلسة ضرورة التنسيق بين علماء الأمة لمواجهة الفتن وتعزيز صوت إسلامي موحد.
كما ناقشت الجلسة الخامسة، التي أدارها الدكتور حسن ناظم، مسيرة الحوار الإسلامي بين المذاهب، حيث تم استعراض أهمية تعزيز ذلك الحوار من خلال ضمانات الشفافية والاحترام المتبادل.
الجلسة الختامية
اختتم المؤتمر بجلسة تتضمن كلمات كل من الشيخ الدكتور صالح بن حميد، والشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس، والدكتور قطب مصطفى سانو، وآية الله الشيخ أحمد مبلغي، حيث تم تلاوة البيان الختامي وإطلاق المبادرات المستقبلية.
سلط المؤتمر الضوء على أهمية التآخي بين المذاهب، مشدداً على منجزات وثيقة “بناء الجسور” التي تعزز التعاون وفق برامج متعددة. يعكس المؤتمر جهود المملكة في تجاوز التوترات الطائفية ولعب دور القيادة في العالم الإسلامي.
دور السعودية
تسعى المملكة العربية السعودية من خلال استضافتها للمؤتمر الدولي إلى تعزيز التضامن الإسلامي بين المذاهب، في خطوة تعكس زعامتها على الساحة الإسلامية. تؤكد هذه المبادرة التزام المملكة بمسؤولياتها وتوجهاتها الحكيمة في تحقيق نتائج فعالة تعود بالنفع على المسلمين في جميع أنحاء العالم.
يمثل المؤتمر استمرارية العمل الجاد نحو تحقيق الأهداف المرسومة، بما يضمن انعكاس مخرجاته على أرض الواقع ويعزز من التعاون والشراكة بين المذاهب الإسلامية المختلفة.