تستعد العاصمة الفرنسية باريس لاستضافة المؤتمر الدولي لدعم سوريا، المقرر يوم الخميس المقبل، بمشاركة واسعة من الدول العربية والأوروبية والدولية. ويعتبر المؤتمر النسخة الثالثة من فعالية العقبة التي انعقدت في ديسمبر الماضي، تبعها مؤتمر الرياض في يناير.
بحضور دولي واسع
تعتزم باريس تنظيم مؤتمر يحمل اسم “العقبة +”، الذي سيجمع وزراء خارجية ثماني دول عربية مع نظرائهم من “مجموعة السبع” بالإضافة إلى ممثلين من ست دول أوروبية والولايات المتحدة وتركيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي. يمثل سوريا في المؤتمر وزير خارجيتها أسعد الشيباني، في حين لن تشارك أية مجموعات سورية أخرى كالأكراد.
جدير بالذكر أن الولايات المتحدة ستشارك بموظفين كبار من وزارة الخارجية، كما ستقوم تركيا والإمارات وقطر بإرسال نواب وزراء خارجيتها.
إعادة الإعمار كمحور أساسي
يهدف المؤتمر أيضًا إلى مشاركة المؤسسات المالية الإقليمية والدولية في مناقشة بدء عملية إعادة إعمار سوريا. ومن المتوقع أن يُقسم المؤتمر إلى قسمين، حيث يشمل الجزء الأول ورشة عمل تُظهر كيف يمكن للمجتمع الدولي دعم المرحلة الانتقالية وإعادة الإعمار.
سيُعرض ما تم التوصل إليه خلال الجلسة الوزارية العامة بعد ظهر يوم المؤتمر، حيث سيتحدث الرئيس إيمانويل ماكرون في ختام الجلسة. ستسعى فرنسا لإشراك المجتمع المدني السوري، من خلال مناقشة تستضيفها معهد العالم العربي في باريس، يتناول فيها مواضيع مثل العدالة الانتقالية ومنع الإفلات من العقاب.
رؤى جديدة للتعاون
تسعى فعاليات المؤتمر لوضع خارطة طريق لتعبئة الموارد اللازمة لمساعدة سوريا وتوحيد مطالبها. سيتم توجيه السلطات السورية الجديدة نحو تحقيق انتقال سياسي سلمي، وضمان أمن المواطنين، ومحاربة الإرهاب، والمساهمة في الاستقرار الإقليمي.
رغم أهمية المؤتمر، تؤكد باريس أنه لن يتم الإعلان عن تعهدات مالية، بل ستتم مناقشة استراتيجية التنسيق الإنساني بين المنظمات الفاعلة في الساحة السورية. كما ينص المؤتمر على ضرورة ضمان حرية حركة وكالات الأمم المتحدة والمساعدات الإنسانية في جميع أنحاء البلاد.
مناقشات حول العقوبات
كان من المتوقع أن يتناول المؤتمر موضوع العقوبات المفروضة على سوريا، إلا أن الدول الأوروبية لم تتطرق لذلك، حيث اتفقت وزارات الخارجية مؤخرًا في بروكسل على رفع بعض العقوبات المرتبطة بالنفط والغاز والنقل.
تعول باريس على أن تتعامل المؤسسات الدولية مع الملفات الهامة مثل التخلص من الأسلحة الكيماوية ونزع الألغام، حيث تعد هذه المسائل من أولويات الأسرة الدولية منذ سقوط النظام السابق.
التوقعات الأمريكية
سيراقب المشاركون في المؤتمر عن كثب السياسة التي ستتبعها الولايات المتحدة بشأن سوريا، حيث تسعى واشنطن لضمان عدم تعاظم النفوذ الإيراني وتسريع وتحقيق السلام في البلاد. تشير التوقعات إلى أن إدارة الرئيس ترامب تركز على القضاء على تنظيم “داعش” والحفاظ على الاستقرار في سوريا.
يجدر بالذكر أن رئيس السلطة الانتقالية يتطلع إلى إعادة الأمن للبلاد، مع إمكانية الحوار مع كافة الفئات. بينما يبقي الغرب موقفه إيجابيًا مع تحذير من عدم منح “شيك على بياض”، مما يتطلب متابعة دقيقة لأفعال النظام الجديد وتوافقها مع توجهاته.