الأحد 16 فبراير 2025
spot_img

لماذا قامت القوات الأمريكية بطلاء المقاتلة F-16 وجعلتها تشبه سو-57 الروسية؟

تحتضن قاعدة نيلس الجوية في الولايات المتحدة، هذه الأيام، فعالية تدريب عسكري تعتبر من الأهم في تاريخ قواتها الجوية، تحت مسمى “Red Flag 25-1” وذلك بمناسبة الذكرى الخمسين لهذا التمرين. من المقرر أن تستمر هذه الفعالية حتى 14 فبراير، وتسلط الضوء على تكتيكات وتدريبات الطيران القتالي.

قام بتصميمها كالـSu-57

إحدى الطائرات المشاركة، وهي من طراز F-16، تم طلاؤها بألوان تخدع الأعين حيث تشبه الطائرة الروسية Su-57 Felon. وهذا ليس أول ظهور لـF-16 بهذه الألوان، حيث ظهرت بنفس الطريقة في عام 2019.


هذا المنظر غير المعتاد لا يُعتبر اختياراً جماليًا، بل يُعبر عن غرض تكتيكي أعمق في إطار برنامج التدريب القتالي الأكثر كثافة الذي تنظمه القوات الجوية الأمريكية.

تدريبات محاكية للواقع

تُقام تدريبات “Red Flag” عدة مرات في السنة في قاعدة نيلس الجوية بولاية نيفادا. يشارك فيها طيارون من الولايات المتحدة ودول الحلفاء في سيناريوهات قتال محاكية للواقع لصقل مهاراتهم في بيئة قريبة من الحرب.

الهدف الرئيسي لهذه التدريبات هو تجهيز الطيارين لمواجهة القتال الحقيقي من خلال التعرض لتكتيكات وتقنيات وإجراءات الخصم.

التقليد التكتيكي

يُظهر قرار طلاء طائرة F-16 بأنماط تمويه Su-57 التزام القوات الجوية الأمريكية بتوفير نموذج دقيق لواحدة من أهم مقاتلات الخصوم المحتملين، حيث تُعد Su-57 أحدث طائرة مقاتلة من الجيل الخامس في روسيا، والمعروفة بقدراتها في التخفي وأنظمة الطيران المتقدمة.

من خلال تقليد مظهر هذه الطائرة، تهدف أسراب المهاجمين الأمريكية، تحديدًا السرب 64 في قاعدة نيلس، إلى محاكاة التحديات البصرية والتكتيكية التي قد يواجهها الطيارون عند مواجهة المقاتلات الروسية في ظروف القتال الفعلي.

تاريخ الأساليب المحاكية

هذه الممارسة ليست جديدة، إذ تمتلك القوات الجوية الأمريكية تاريخًا طويلًا في طلاء طائراتها لتشبه طائرات الأعداء المحتملين. تساعد هذه الطريقة الطيارين على تجاوز ظاهرة تُعرف بـ”حمى العدو”، والتي قد تُسبب لهم فقدان التركيز أو الذعر عند رؤية طائرة عدو.

تمثل لوحة الألوان تقليدًا يمكن تتبعه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حين أطلق العميد روبرت نوفوتني مسابقة على صفحته الخاصة، حيث تم السماح للمتابعين بالتصويت على أي نمط تمويه يجب تطبيقه على الـF-16.

استعداد لتهديدات جديدة

اختيار نمط تمويه Su-57، رغم اختلاف تصميم وقدرات الطائرتين، يُعتبر تذكيرًا بصريًا بتهديدات جديدة تتطور باستمرار. بينما تفتقر F-16 إلى ميزات التخفي الموجودة في Su-57، إلا أن خفة حركتها وقدرتها على القتال تجعلها بديلًا ممتازًا لأغراض التدريب.

لذا، يعمل هذا الطلاء ليس فقط على كونه إشارة بصرية، بل أيضًا كأداة نفسية، حيث يُعد الطيارين لتحديات الحرب الجوية الحديثة.

تاريخ أسراب المعتدين ضمن سلاح الجو الأمريكي يُعتبر قصة مثيرة لتطور أساليب التدريب في تنفيذ العمليات. بدأت فكرة الأسراب بعد حرب فيتنام، حيث أظهرت حاجة ملحة لتطوير مهارات الطيارين لمواجهة تكتيكات غير متوقعة.

في عام 1972، أنشأت القوات الجوية الأمريكية سرب الـ64 لتقليد تكتيكات وأدوات الحلفاء والخصوم. كانت بداية مفهوم المهاجم، حيث تم اختيار طائرات F-5E Tigers لتكون أول المهاجمين، نظرًا لخصائص أدائها المشابهة لتلك الخاصة بالطائرة MiG-21.

مواكبة التحولات والتطورات

كانت الأسراب المهاجمة تهدف لتوفير تدريب واقعي وعالي الكثافة خلال تمارين مثل “Red Flag”، الذي بدأ عام 1975، وذلك لزيادة معدل بقاء الطيارين في أول 10 مهمات قتال.

على مر السنوات، تطورت الأدوار والطائرات في أسراب المعتدين، وتوسعت التهديدات لتشمل منطقة واسعة بما فيها تقنيات التخفي التي تتطلب تدريبًا مكثفًا.

اليوم، تواصل أسراب المهاجمين تطورها، لتتواكب مع المواقع الجيوسياسية الجديدة والابتكارات التكنولوجية، مما يضمن بقاء القوات الجوية الأمريكية في مقدمة تدريبات القتال الجوي.

اقرأ أيضا

اخترنا لك