الأحد 7 ديسمبر 2025
spot_img

لبنان: “صناعة الحيلة” تتحدى الأمن بأساليب تهريب مبتكرة

spot_img

في تطور لافت لأنماط التهريب، كشفت عمليات أمنية عن أساليب معقدة لإخفاء حبوب الكبتاغون المخدرة، مما يعكس تطور “صناعة الحيلة” الموازية للتصنيع الكيميائي. هذه الأساليب المتطورة تضع تحديات جديدة أمام الأجهزة الأمنية في لبنان وخارجها.

أساليب تهريب مبتكرة

في أبريل 2021، أحبطت السلطات في مرفأ بيروت تهريب شحنة رمان إلى السعودية، تبين أنها محشوة بحبوب الكبتاغون. الشحنة وُصفت بأنها “الأكثر تعقيداً” بسبب إخفاء الحبوب داخل كل ثمرة، مما جعل اكتشافها يتطلب تفكيكاً يدوياً شاملاً.

وفي عام 2023، تم الكشف عن مختبر متكامل لتصنيع الكبتاغون في البقاع الأوسط، مجهز بخزانات وأجهزة ضغط حراري متطورة.

لاحقاً في 2024، ضُبطت شحنة خشب صناعي متجهة إلى أفريقيا، تبين أنها معبأة بطبقات مخفية من الحبوب داخل الألواح المضغوطة.

تمويه متزايد التعقيد

إضافة إلى ذلك، رُصدت أساليب تمويه أخرى عبر أثاث منزلي، مكانس كهربائية، وخزائن معدنية. بل وصل الأمر إلى استخدام مواد مشبعة يمكن استخلاص المخدر منها كيميائياً بعد وصولها إلى وجهتها النهائية.

هذه الحيل، وفقاً لمصادر أمنية، تعزز من أهمية “صناعة الحيلة” كذراع موازية لعمليات التصنيع الكيميائي للمخدرات.

استراتيجية أمنية متكاملة

في مواجهة هذه التحديات، وضعت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني استراتيجية متكاملة لمكافحة المخدرات، تبدأ بالعمل الاستخباراتي الدقيق وتنتهي بالتنفيذ الميداني المباشر.

الاستراتيجية تعتمد على جمع وتحليل المعلومات عبر أنظمة استخبارات متطورة، بهدف تحديد مسارات التهريب وهوية الشبكات الفاعلة، قبل تنفيذ عمليات التوقيف والتفكيك.

تكثيف الرقابة الأمنية

تشمل الإجراءات الأمنية تكثيف الرقابة في المرافق العامة، مثل مطار رفيق الحريري الدولي ومرفأي بيروت وطرابلس، وتعزيز نقاط المراقبة على المعابر الحدودية.

كما يتم تحليل البيانات الميدانية لرسم خريطة دقيقة للشبكات العاملة في الداخل والخارج، بهدف تفكيكها وشلّ حركتها.

نتائج ملموسة وجهود مشتركة

تعمل المديرية على تعطيل مصانع المخدرات ومنع وصول المواد الأولية إليها، بالإضافة إلى قطع مسارات التمويل وإحباط عمليات التهريب بالتنسيق مع الأجهزة الشريكة.

أسفرت عمليات المخابرات خلال عامي 2021 و2023 عن توقيف 1039 شخصاً بتهم تتعلق بتجارة وتصنيع المخدرات، في حين فاقت أعداد الموقوفين بجرائم الترويج والتعاطي هذا الرقم بأضعاف.

كما تم ضبط ومصادرة أطنان من المخدرات والمواد الخام المستخدمة في تصنيعها، في إنجاز أمني كبير خلال العقد الأخير.

تشير البيانات إلى أن عام 2022 شهد ذروة في إجمالي المضبوطات، وذلك بفضل التعاون بين قوى الأمن الداخلي، مديرية الجمارك، والجيش اللبناني، بالإضافة إلى الدعم التقني من جهات دولية متخصصة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك