لبنان يتجه نحو مرحلة سياسية حاسمة، حيث كلف مجلس الوزراء قيادة الجيش بوضع خطة شاملة لحصر السلاح بيد الدولة. تهدف هذه الخطة إلى استعادة السيادة الكاملة على الأراضي اللبنانية، بعد التنازلات السابقة التي تضمنها “اتفاق القاهرة” عام 1969.
خطة لحصر السلاح
تهدف الخطة إلى التطبيق قبل نهاية العام الجاري، ما يمثل خطوة حاسمة نحو تعزيز سلطة الدولة. يأتي هذا التحرك في ظل أجواء سياسية متوترة، حيث يرفض “حزب الله” أي اتفاق جديد قبل وقف “العدوان الإسرائيلي”.
رسالة “حزب الله”
أطلق “حزب الله” رسالة شديدة اللهجة بالتزامن مع انعقاد الجلسة الوزارية التاريخية، معبراً عن رفضه البحث في أي اتفاق جديد. ويأتي هذا الرفض في ظل مطالبة الحزب بتنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه في 27 نوفمبر الماضي، والذي يرى أن إسرائيل لم تلتزم بتطبيقه.
رفض حكومي لخطاب قاسم
قوبل خطاب الشيخ نعيم قاسم، الأمين العام لـ”حزب الله”، برفض واسع من قبل أعضاء الحكومة. واعتبر الوزراء أن قاسم يسعى للضغط على المجلس لمنعه من وضع جدول زمني لحصرية السلاح، متجاهلاً الوضع المأزوم في البلاد والضغوط الدولية والعربية المتزايدة.
وساطة رئاسية
سعى الرئيس جوزيف عون لإقناع الوزراء بحصر النقاش في حصرية السلاح دون الالتزام بجدول زمني محدد. إلا أن رفض قاسم لأي اتفاق جديد برعاية أمريكية دفع رئيس الحكومة نواف سلام والأكثرية الوزارية إلى التشدد، خشية تصاعد الضغوط الدولية على لبنان.
التزام بالقرار 1701
شددت الحكومة على ضرورة التزام “حزب الله” بدعم الدولة في مفاوضاتها لإلزام إسرائيل بالانسحاب، تطبيقاً للقرار 1701، الذي يؤكد على بسط الدولة سيادتها على كامل أراضيها.
هدوء في الجلسة
نفت مصادر مطلعة وجود توتر حاد في الجلسة، مؤكدة أن وزيري حركة “أمل” و”حزب الله” عرضا وجهات نظرهما بهدوء. واقترح الوزيران الاكتفاء بالتأكيد على حصرية السلاح في البيان الوزاري، وترك تطبيقها لمشاورات سياسية خارج المجلس.
مقاطعة محتملة
انسحب الوزيران من الجلسة بعد عرض وجهة نظرهما، مع احتفاظهما بحق المعارضة. ولا يزال حضور وزراء الثنائي الشيعي لجلسة الخميس غير محسوم، ويعتمد على نتائج مشاورات نبيه بري مع “حزب الله”.
ترحيب دولي وعربي
حظي قرار الحكومة بترحيب دولي وعربي، ما قد يخفف الضغوط على لبنان ويفتح الباب أمام دعم دولي لمطالبة إسرائيل بالانسحاب من الجنوب.
تقييم الثنائي الشيعي
تترقب الأوساط السياسية تقييم الثنائي الشيعي للأجواء التي سادت الجلسة، وما سيقرره نبيه بري في تعامله مع المرحلة الجديدة.
بيان شديد اللهجة
أصدر “حزب الله” بياناً شديد اللهجة ضد رئيس الحكومة وحكومته، ما يذكر بمواقف سابقة ضد حكومتي السنيورة والحريري. وبرر الحزب موقفه بتعرضه لهجوم سياسي يهدف إلى استئصال دوره في المعادلة السياسية.
مخرج للأزمة
تتوقف الأوضاع على قدرة بري وعون على انتزاع ضمانات من الولايات المتحدة لإلزام إسرائيل بوقف “العدوان” والانسحاب. هل ينجح ذلك في تغيير موقف “حزب الله” من الحكومة، أم أن البلاد تتجه نحو تصعيد سياسي جديد؟