أشاد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بالتعليقات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترمب، حول النزاع الأوكراني، حيث أشار ترمب إلى أن التحركات نحو انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) تعتبر أحد الأسباب الجذرية للأزمة.
ترمب ولافروف
وخلال حديثه أمام المشرعين في مجلس الدوما الروسي، وصف لافروف تصريحات ترمب بأنها خطوة هامة، قائلاً: “إنه أول قائد غربي يعبر عن ذلك بوضوح، مشيراً إلى أن موقف الإدارة الأمريكية السابقة في محاولة جذب أوكرانيا إلى الناتو كان له تأثير عميق على الوضع الراهن.”
إمكانية التوصل لاتفاق
من جانبه، أعرب ترمب عن شعوره المتزايد بالثقة في إمكانية التوصل إلى اتفاق مع موسكو لإنهاء الحرب في أوكرانيا. جاء هذا في مؤتمر صحافي عقده في منتجع مارالاغو بولاية فلوريدا، حيث انتقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وأشار إلى احتمال لقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل نهاية الشهر الجاري.
وأضاف ترمب أن المحادثات التي أجريت في الرياض كانت “جيدة جداً” وأنه أصبح أكثر تفاؤلاً بشأن تحقيق تقدم في المفاوضات. وقال: “روسيا تريد أن تفعل شيئاً، إنهم يريدون وضع حد للهمجية.” وعندما سئل عن إمكانية لقائه بوتين، أبدى ترمب تأييده لذلك، معلقًا “هذا محتمل.”
انتقادات لزيلينسكي
وشهد الأسبوع الماضي إجراء ترمب اتصالاً هاتفياً ببوتين لمناقشة سبل وقف الحرب، وهو ما أثار ردود فعل متباينة في أوروبا وقلق السلطات الأوكرانية. في نفس السياق، استغل ترمب المؤتمر للانتقاد بشكل مبطن لزيلينسكي، الذي ندد بتغيبه عن محادثات الرياض.
رداً على تعليقات زيلينسكي بشأن غياب أوكرانيا عن المحادثات، عبر ترمب عن خيبته بسبب ذلك، مضيفًا أن الأوكرانيين لم يغادروا طاولة المحادثات منذ ثلاث سنوات، متسائلاً: “لماذا لم تُحل الأزمة حتى الآن؟”
المساعدات والأمور الداخلية
في تعليقات أخرى، اتهم ترمب الحكومة الأوكرانية باختلاس جزء من المساعدات الأمريكية، مشيراً إلى مخاوف بشأن الشفافية في إدارة المساعدات. كما انتقد عدم إجراء انتخابات في أوكرانيا منذ بداية النزاع، مما يضاف إلى فوضى الحالة الراهنة.
وعند سؤاله عن دعم واشنطن لفكرة إجراء انتخابات في أوكرانيا، أكد ترمب أنه من المهم وجود انتخابات، خاصة في ظل الوضع الحالي الذي تعيشه البلاد. كما أشار إلى أنه يدعم فكرة إرسال قوات حفظ سلام أوروبية إلى أوكرانيا، مشددًا على عدم ضرورة إرسال القوات الأمريكية، حيث إن الولايات المتحدة بعيدة جدًا.
إعادة التوازن في المساعدات
وفي النهاية، دعا ترمب إلى “إعادة التوازن” بين المساعدات المقدمة لأوكرانيا من واشنطن وأوروبا، معرباً عن قلقه من أن الدعم الأمريكي يزيد بكثير مقارنة بالذي قدمته الدول الأوروبية.
