انتقدت كوريا الشمالية وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، واصفة تعليقاته حول تصنيف البلاد كدولة “مارقة” بأنها “فجة وغير منطقية”. يأتي هذا الانتقاد في وقت يشير فيه رد فعل بيونغ يانغ إلى عدم رغبتها في استئناف الحوار مع واشنطن، رغم تأكيد الرئيس الأميركي دونالد ترمب عزمه على التواصل مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، وفقاً لوكالة “أسوشييتد برس”.
تصريحات كوريا الشمالية
تعتبر هذه التصريحات أحدث حلقة في سلسلة من المؤشرات على عدم اهتمام كوريا الشمالية بإعادة إحياء الدبلوماسية مع الولايات المتحدة في الوقت القريب. يعبر عدد من الخبراء عن اعتقادهم بأن كيم منشغل حالياً بالتطورات العسكرية في روسيا، ولكن إذا استمرت الحرب، قد يسعى للتواصل مجدداً مع ترمب.
قال المحلل مون سيونغ موك من معهد أبحاث كوريا للاستراتيجية الوطنية في سيول: “يبدو أن كيم جونغ أون يشعر بالحاجة إلى الحفاظ على التحالف مع روسيا، ولكن التركيز يبقى على مدى استمرار هذا التحالف”.
احتمال استئناف المفاوضات
خلال فترة رئاسته الأولى، اجتمع ترمب بكيم ثلاث مرات بين عامي 2018 و2019، ليصبح أول رئيس أميركي يجتمع بزعيم كوري شمالي. على الرغم من انهيار المحادثات حول البرنامج النووي لكوريا الشمالية، إلا أن عودته إلى البيت الأبيض أثارت شائعات حول إمكانية استئناف الحوار.
في احتفال تنصيبه، أشار ترمب في حديثه مع القوات الأميركية في كوريا الجنوبية إلى علاقته بكيم، متحدثاً عن تعقيد شخصيته. وفي حوار مع قناة “فوكس نيوز”، وصف كيم بأنه “رجل ذكي” وأوضح استعداده للتواصل مجدداً معه.
استمرار العدائية
وردت وزارة الخارجية الكورية الشمالية على تصريحات روبيو بقولها إن مواقفه تعكس استمرار السياسة العدائية الأميركية تجاه بيونغ يانغ. كانت هذه التصريحات جزءاً من مداخلة روبيو في برنامج “عرض ميغان كيلي”، حيث أطلق وصف “الدول المارقة” على كل من كوريا الشمالية وإيران.
على الجبهة الأخرى، تركز كوريا الشمالية على الدعم العسكري لروسيا في حربها ضد أوكرانيا، حيث يُقدَّر أن نحو 12 ألف جندي كوري شمالي قد يُرسَلون لتعزيز القوات الروسية. هذا التعاون يتضمن أيضاً تزويد روسيا بكميات كبيرة من الأسلحة التقليدية، في مقابل مساعدات اقتصادية وعسكرية لكوريا الشمالية.
تُعتبر العلاقات المتنامية بين كوريا الشمالية وروسيا بمثابة دعم لكيم في مواجهة الضغوط الأميركية، لكن مستقبل هذه العلاقة بعد انتهاء الحرب لا يزال غير مؤكد. يقول المحلل مون: “في حال انتهاء الحرب، قد يتغير وضع كيم، وقد يمتعض من عدم تلقيه ما يريده من بوتين، مما قد يدفعه إلى إعادة تقييم علاقته مع الولايات المتحدة”.